العلم الّلُدَّنى فى ميزان الشريعة والمنطق
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده أما بعد ، فقد أثار سؤال أحد الأصدقاء عن العلم اللُدَّنى قلمى للكتابة فى ذلك الأمر حيث أن خطورته عظيمة جداً لا تتوقف عند حد القول بوجوده أو عدمه بل تتعدى ذلك الى ما يترتب عليه من أقوال وأفعال
ماهو العلم الّلُدَّنى ؟
يعرفه القائلون به من المتصوفة على أنه علم يأتى من لدن الله - تعالى - أى من عنده ، يهبه الى من يشاء من عباده يستخدمه فى فهم موقف أو حكم أو نص أو ما الى ذلك ويستدلون عليه بقوله - تعالى - عن الخضر : " فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا "ماهى المشكلة مع هذا النوع من العلم ؟
يدعى صاحبه أنه يأتيه إلهامٌ من الله يفسر به آية من آيات الله أو حديثاً من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ليستنبط حكماً محيلاً بذلك المسألة الى نهايتها متذرعاً بأنه لا يصح لأحد أن يجتهد مع النص والإلهام من الوحى والوحى نص ، حتى وإلم يصرح بعدم جواز مناقشته فى ذلك الرأى الذى أفتى به ، فهو فى النهاية يدعى العلم عن الله وهو وحى لا ينبغى بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -هل هذا ما أمرنا الله به ؟
اللهم لا ، إنما أُمرنا أن نبحث فى كتاب الله - عزوجل - كما فسره النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - أو أحد صحابته الكرام - عليهم رضوان الله - ، فإلم نجد نصاً فى الكتاب بحثنا فى صحيح السنة ، أما ان وجدنا نصاً لكن اختلفنا فى فهمه ولم نجد فى تفسيره حديثاً منسوباً الى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أو أحد صحابته فعلينا بالاجتهاد .
ماهو الاجتهاد اذاً ؟
الاجتهاد هو استعمال قواعد الأصول الفقهية والتفسيرية واللغوية التى قعدها علماء تلك العلوم المختصون ، مع ما لدينا من نصوص حديثية ثابتة ، وأمثلة مشابهة تقبل القياس ، أو اجماعٍ من أهل العلم ، ثم نستخرج رأياً نقدمه الى الناس على أنه اجتهاد وفقط يقبل الأخذ والرد فمن اقتنع به أخذه ومن رفضه تركه ، لا نحتكر الرأى أو ندعى لأنفسنا وأرائنا التوفيق والسداد بحجة الالهام ..
فما التعارض إذاً ؟
التعارض هو أن من يدعى العلم اللدنى قد يدخل فى اطار الكذب على الله ورسوله وقد ورد التحذير من هذا السلوك فى قوله - تعالى - " “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ " حيث أن العلم من الله مباشرة "وحى" وهو هنا يقول يأتيه علم من لدن الله فكيف يوحى اليه وقد انقطع الوحى بوفاة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟!
ان الله يعطى عباده المخلصون الكرامات فلم لا يعطيهم العلم ؟
الكرامة هى وسيلة لتعريف الناس بأولياء الله واعلاء شأنهم ولاتكون الا لولى من أولياء الله الموافقين لشرعه لا لأهل الأهواء ، كما يقول ابن تيمية رحمة الله عليه : " : إذا رأيت الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء فلا تغتر بذلك حتى تنظر إلى موقعه من الشرع ، فإذا كان من أهل الطاعة والانقياد والاستسلام لله رب العالمين فإن الذي يجري على يديه كرامة ، وإذا كان غير ذلك فاعلم أنه من أعمال السحر " ، ولا تكون الكرامة أبداً فيما يخص الشريعة الاسلامية بل فيما يخص الولى نفسه .. أما العلم فهو شرعة للناس وهو جزء من دين الله - تعالى - فهل يُعقل أن يقول الله - عزوجل - " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ " ثم نقول ان فلاناً يأتيه علم من لدن الله بعد محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - وبعد تلك الآية الكريمة ؟!
قال الله - تعالى - : " فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا " فهل يعد ذلك علماً لدنياً أم ماذا ؟
بل هو وحى من الله - تعالى - الى الخضر أنزله اليه ليعلمه موسى - عليه السلام - ، وقد أوحى الى الله - تعالى - الى الأنبياء كما أوحى الى غيرهم فقد أوحى الى مريم وهى صديقة والى أم موسى وغيرهم ، فلا عجب أن يكون قد أوحى الى الخضر على القول بأنه ليس بنبى ..
عندى واحدة بتقول كدة والشيخ فلان دا عندة فيض والهام ولوكلوك مش بفهم منة حاجة هى تبع الطرق والناس دول
ردحذفسيبك منها .. كلامهم كله هجص
حذف