نظريات ماهية الانسان
ينظر العالم الى الانسان بنظرة من ثلاثة ، نظرة دارون المادية التى يتبناها الملاحدة والتى لاتعتبر الانسان أكثر من حيوان متطور ، ونظرة الكنيسة والتى تعتبره كائناً روحانياً بحتاً ، والنظرة الاسلامية وتعتبر الانسان مزيجاً بين الطبع الحيوانى والطبع الروحانى مميزة اياه عن باقى الخلائق بالدين والتعبد ..الروح
السؤال الآن ماهى الميزة التى عجز الملاحدة والكنيسة عن تفسيرها ؟ انها الروح والتى تعبر عن كيان الانسان .. يعنى بلغة بسيطة الحيوان ذكى جداً فيما يتعلق بالصيد مثلاً حتى أذكى من الانسان لكن مسمعناش عن طقوس دينية بيعملها الحيوان قبل الصيد بخلاف الانسان فلو كان الانسان مجرد حيوان متطور ليه دايماً بيلجأ لنظرية الطقوس والعبادة حتى فى الانسان البدائى الأولى وليه تقدم الحيوان اكثر من الانسان البدائى فيما يتعلق بضروريات الحياة "الصيد ونحوه" بينما كان الانسان غارقاً فى تقديم القرابين وعبادة الخشب والحجر ..انها الروح التى لم يجدوا لها تفسيراً حتى الآن وأعيتهم حتى أنكروها بأنفسهم تجد الملحد يعتبر نفسه مجموعة من العمليات الكيميائية المعقدة وفقط .. والسؤال هنا اذا اعطينا شخصاً دوائاً للجهاز الهضمى فانه سيعمل على تعديل كيمياء الجهاز الهضمى واذا أعطيناه دواءاً للجهاز التنفسى فانه سيعمل على الجهاز التنفسى لكن ان أعطيناه دوائاً مخادعاً (بلاسيبو) نوهمه بأنه مسكن للألم فيسكن ألمه رغم أنه عبارة عن تركيبة من الحلوى فعلى أى شئ عمل ذلك الدواء ؟؟
هل هناك جزء لا ندركه فى الانسان يتأثر بالايحاء ؟؟ انه الروح او النفس وهى تلك الصلة التى بيننا وبين الخالق سبحانه وتعالى " ونفخت فيه من روحى "وهى التى تدفعنا دفعاً للبحث عن الله وعن العبادة والتدين
بعض الملاحدة يجد كلامى هذا مفحماً لأنه لا اجابة لديهم عن ذلك الجزء من الجسد الذى يتأثر بالبلاسيبو فليست هناك عمليات كيمياء تحكم ذلك النوع من الدواء بل ان تأثيره متوقف على مدى الحالة النفسية
وبعضهم يتهرب ويقول سوف نجد حلاً يوماً من الأيام ؛ أبعد أن اكتشف العلماء الـ DNA ودرسوا كل منطقة فى المخ وكل العمليات الحيوية الممكنة .. تلك الحلوى لم تحدث أى تفاعل كيميائى حقيقى بنفسها بل ان المخ قد تفاعل مع محفز نفسى فتم علاجه ،انها النفس التى ينكرون
3. هكذا فشلوا فى تبرير نشأة الكون بطريقة منطقية فيزيائية دقيقة كما فى الحلقة السابقة وفشلوا فى تعريف الروح وما يتعلق بالخاطر والوهم والسحر والشعوذة ونحو ذلك فهل ظل لهم من مبرر ليدعوا العلم !
4. المرة الأخيرة التى ناقشت فيها ملحداً .. سألته عن نشأة الكون بسبب الصدفة وهل هذا ممكن علمياً - اذ أن اسلوبى كما بينت من ذى قبل هجومى لا أرد على شبهاته بل أطرح عليه مفاسد معتقداته -
قال لى : انها الصدفة العلمية وليس كما يظن العامة
قلت له : وما هى الصدفة العلمية ؟ وكيف تحسب رياضياً وفيزيائياً ؟
قال لى : المقام هنا لا يسمح للاجابة وأعطانى فيديوهات تشرح نظرية التطور ونحو ذلك
قلت له : دعك من الفيديوهات وجاوبنى ما هى الصدفة العلمية وما صفاتها وحاسباتها ؟
قال لى : الصدفة العلمية أمر محسوب حسبه العلماء بدقة ليعبروا عن سبب الانفجار الأكبر
قلت له : كيف حسبوه وما هى النتائج وأين نشرت ومن هم أولئك العلماء ؟؟
قال لى : انك "دينى" جاهل انما تريد الايقاع بى فى أوهامكم الدينية التى تدعى ان الاهاً قد خلقنى ..
قلت له : أى عار أنت حتى على الملاحدة أنفسهم حتى لا تحسن المحاورة والمجادلة بالمنطق ولا علم لديك ؛ كيف ألحدت أصلاً ؟؟
السماء
سمعت ملحداً ذات مرة ينتقد القرآن لأن الله تعالى يقول عن السماء والأرض أنهما فتقا والفتق هو الشق فى جسم صلب فكيف تكون السماء الغازية جسماً صلباً قابلاً للفتقالحقيقة ان الكارثة الكبرى فى ذلك أنه كان أزهرياً .. كيف لم يدرك أن الآية كاملة تفسر نفسها قال- تعالى - " أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون "
الناظر فى الآية يعلم أنها تحكى عن آية يراها المشركون أو قد رأوها بالفعل فهل رأوا الانفجار الأعظم كما يسميه أهله ؟؟ بالطبع لا
اذاً فعم تحكى الآية ؟؟
انها تتحدث عن المطر فان السماء كانت لاتمطر والأرض كانت لاتنبت زرعاً وكأنهما أحجاراً ففتح الله السماء بالماء وفتح الأرض بالزرع وعندها جعل من ذلك الماء كل شئ حى فالزرع سببه الماء والحيوان والانسان والطير وكل حى حول ذلك المطر قد أحياه الله به
اذاً لا تحكى تلك الآية عن انفجار الـ Big bang ؟
لا .. بل تحكى عن شئ شاهده المشركون وكان يفترض به أن يكون سبباً فى ايمانهم بالله لكنهم كفروا ..
فماهى السماء اذاً ؟
السماء تأتى بعدة معانٍ أولها الغلاف الجوى " سبع طبقات " أو كما يأتى فى الآيات " سبع سموات "
وتارة تأتى بمعنى الكون " يعلم مافى السموات " وهو مكون - كما تقول النظرية الحديثة - من جزء به مجرات وهو عبارة عن خط مستقيم ممتد يتسع باستمرار يضم كل المجرات المعروفة والغير معروفة ، وجزء لا مجرات فيه وهو عبارة عن تقاطع شعاعين يصلان الى نقطة هى مركز الكون حيث يكون الكون مثلثاً توجد المجرات على قاعدته .. وتوجد نقطة العدم "التى نشأ الكون من انفجارها" فى رأسه ..
وتارة تأتى بمعنى السماء الدنيا القريبة منا والتى تحوى المطر والسحاب ومثال ذلك الآية السابقة التى استشهد بها الملحد " أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما "
الخلاصة أن لفظ السماء يدل على الارتفاع فى النظر البشرى المجرد فقط .. وذلك رداً على الملاحدة فى قولهم عن آية " الله الذى رفع السماوات بغير عمد ترونها " يقولون كيف رفع الله السماوات والسماء ليست مرفوعه بل هى فراغ يحتوى المجرات ؟؟
قلت ان الله قال " ترونها " أى أن ذلك الرفع هو فى رؤية البشر العادية ولتسل أى شخص عن مكان السماء فسينظر الى أعلى وكأنها مرفوعة لأن رؤية البشر للسماء هى رؤية محدودة الأبعاد فندرك فقط طولاً وعرضاً وارتفاعاً لكن لا نراها حقيقة ومثال ذلك انظر الى بيتك من داخل البيت فستراه مرفوعاً على جدرانه لكن لن تدرك ما الذى يحيط به ولا كيف هو شكله الحقيقى الكامل أما ان صعدت الى طائرة ونظرت الى بيتك فستعلم شكله الحقيقى فى الفراغ .
0 التعليقات:
إرسال تعليق