بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله .. أما بعد ، أحدثكم اليوم عن الفضيحة وشرطى فيمن يقرأ أن يكون يقظاً ولن أطيل عليكم ان شاء الله ، فإن كنت غافلاً أو لست فى مزاج جيد فلا تتم القراءة واحتفظ بمزاجك المعتدل ، وإن كنت غير ذلك فصاحبنى .

منذ شهور لم أكتب فى المعانى ، ولكن راودنى ذلك السؤال اليوم وأنا فى الصلاة .. هل سيدوم ما نخفيه عن الناس من صفاتنا  طويلاً ، هل سنظل هكذا أم أنه لابد للحقيقة أن تظهر فى يومٍ من الأيام ؟!

قال الله - عزوجل - : "  فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ " . سورة الحاقة

لابد أن تتذكر قبل أن تقدم على أى عملٍ أنك موقوف يوماً أمام الله وأمام الناس ، مفضوح الخبايا والسرائر ..

لتعلم أن كل بنى آدم عصاة الا من عصمهم الله وهم الرسل الكرام - عليهم الصلاة والسلام - ولكن لا تكن بلا عقلٍ ، فمهما ادعيت الصلاح ، والتقوى ، والعلم ، والحلم ، والحكمة ، والرحمة ، وغير ذلك من الصفات الحميدة ، لابد لك من موقفٍ يوم العرض يراك الناس فيه عرياناً مستوحشاً حيراناً ، تعرض صحائف أعمالك عليهم ، فما تقرأه الآن سيعرض ، وجِلستك ستعرض ، وهيئتك ستعرض ، سنرى إن كنت قد استهزأت أو سخرت مما كتب أو لم تكترث ولم تقرأ ، وهرولت الى التعليقات لتكتب مجاملة ، أو أغلقت الصفحة ، أولم تفتحها من البداية ، فما بالك بما وراء ذلك مما عصيت الله به ؟!

التذكرة لى قبل أن تكون لك ، والطريق فرض على الجميع فاللهم أحسن سرائرنا وظواهرنا وأصلح فساد أعمالنا وقلوبنا ونياتنا .. وهنا لابد لنا أن نتسائل : هل هناك معنى آخر مرتبط بمعنى الخوف من الفضيحة ؟!


نعم ، انه الاحسان ، والاحسان كما فى الحديث الصحيح  هو " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ، الا تدرى لماذا عُرف الاحسان بذلك ؟!

عند العرب أحسن الشئ أى "جوده واجتهد فى صناعته"  ، وكذلك الاحسان فى العبادة هو تجويدها ، لكن ألم يستوقفك معنى ذلك التجويد فى الحديث والذى يؤكد أن أحسن العمل هو : ما راقبت الله فيه ؟!

فليس أفضل عملك هو ما اجتهدت فى دوامه ، ولا ما اجتهدت فى تزيينه ، ولا ما كثُر عدده ، ولا ما زاد فضله على غيرك من الناس بل إن أحسن العمل هو ما كنت تؤديه حين تؤديه وأنت ترى الله فيه ..

وفى ذلك توجيه نبوى لنا لنغير مفهومنا عن الخوف من الفضيحة ، فقبل أن تخشى أن يرى الناس ذنوبَك فى الآخرة ، عليك أن تخشى ان يراها الله فى الدنيا ، وعليه :- فإن فضيحة الدنيا هى أن يراك الله الذى لا يغفل ولا ينام على معصيته ، وفضيحة الآخرة أن يرى الناس ذلك فى الآخرة ، فمن اتقى فضيحة الدنيا وقاه الله فضيحة يوم العرض ..




بسم الله ، تكلم بعض الناس فى سن زواج السيدة عائشة وقالوا أنه ثمانية عشر سنة وليس كما ورد فى الأحاديث الصحيحة تسع سنوان وهذا ملخص أقوالهم والرد عليها ..

أدلتهم ونقاشها 


(1) قالوا : ان السيدة عائشة فى رواية البخارى قالت : " ما عقلت أبواي قط إلا وهما يدينان الدين وكان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يأتينا بكرة وعشية –يعني في أول النهار وفي آخره- فلما اشتد أذى المشركين على المسلمين، خرج أبو بكر يريد الحبشة " وبذلك استدلوا ان السيدة عائشة كانت عالاقل 5 سنوات يوم الهجرة الى الحبشة وعلى فرض أنها كانت الهجرة الأولى التى كانت فى السنة الخامسة من البعثة فبذلك يكون عمرها على الاقل خمس عشرة سنة عند الهجرة الى المدينة ومن المعلوم أن زواجها بالنبى - صلى الله عليه وسلم - كان قريباً من ذلك

الاجابة 


أليس من المهم أن نكمل الرواية قبل أن نبنى عليها أحكاماً ، وهى فى البخارى وابن حبان
رواية البخارى كالتالى :
" أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْهِمَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَفَيِ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ قَالَ قَائِلٌ : هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا أَمْرٌ ، قَالَ : " إِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي بِالْخُرُوجِ " 

ورواية ابن حبان كالتالى :
"عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : " لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِِلا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ ، لَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِِلا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَفَيِ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا ، فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسْلِمُونَ ، خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ رِضْوَانُ اللَّهُ عَلَيْهِ مُهَاجِرًا قِبَلَ أَرْضِ الْحَبَشَةِ ، فَلَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ سَيِّدُ الْقَارَةِ ، فَقَالَ : أَيْنَ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ قَالَ : أَخْرَجَنِي قَوْمِي فَأَسِيحُ فِي الأَرْضِ ، وَأَعْبُدُ رَبِّي ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ : إِِنَّ مِثْلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ لا يَخْرُجُ ، وَلا يُخْرَجُ ، إِِنَّكَ تُكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ، وَأَنَا لَكَ جَارٌ ، فَارْتَحَلَ ابْنُ الدَّغِنَةِ ، وَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُ ، فَقَالَ لَهُمْ وَطَافَ فِي كُفَّارِ قُرَيْشٍ : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ، لا يَخْرُجُ ، وَلا يُخْرَجُ مِثْلُهُ ، إِِنَّهُ يُكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ ، وَيَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ ، وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ، فَأَنْفَذَتْ قُرَيْشٌ جِوَارَ ابْنِ الدَّغِنَةِ ، فَأَمَّنُوا أَبَا بَكْرٍ ، وَقَالُوا لابْنِ الدَّغِنَةِ : مُرْ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ ، وَيُصَلِّيَ مَا شَاءَ ، وَيَقْرَأَ مَا شَاءَ ، وَلا يُؤْذِينَا ، وَلا يَسْتَعْلِنْ بِالصَّلاةِ وَالْقِرَاءَةِ فِي غَيْرِ دَارِهِ ، فَفَعَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَلِكَ ، ثُمَّ بَدَا لأَبِي بَكْرٍ ، فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ ، فَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ ، فَيَقِفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ ، فَيَعْجَبُونَ مِنْهُ ، وَيَنْظُرُونَ إِِلَيْهِ ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلا بَكَّاءً لا يَمْلِكُ دَمْعَهُ إِِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ ، فَأَرْسَلُوا إِِلَى ابْنِ الدَّغِنَةِ ، فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالُوا : إِِنَّمَا أَجَرْنَا أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ ، وَإِِنَّهُ ابْتَنَى مَسْجِدًا ، وَإِِنَّهُ أَعْلَنَ الصَّلاةَ وَالْقِرَاءَةَ ، وَإِِنَّا خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا ، فَأْتِهِ ، فَقُلْ لَهُ : أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ ، وَإِِنْ أَبَى إِِلا أَنْ يُعْلِنَ ذَلِكَ ، فَلْيَرُدَّ عَلَيْنَا ذِمَّتَكَ ، فَإِِنَّا نَكْرَهُ أَنْ نُخْفِرَ ذِمَّتَكَ ، وَلَسْنَا بِمُقِرِّينَ لأَبِي بَكْرٍ الاسْتِعْلانَ ، فَأَتَى ابْنُ الدَّغِنَةِ أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ : قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عَقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ ، فَإِِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ ، وَإِِمَّا أَنْ تُرْجِعَ إِِلَيَّ ذِمَّتِي ، فَإِِنِّي لا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ الْعَرَبُ أَنِّي أُخْفِرْتُ فِي عَقْدِ رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَإِِنِّي أَرْضَى بِجِوَارِ اللَّهِ وَجِوَارِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُسْلِمِينَ : أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ ، أُرِيتُ سَبَخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لابَتَيْنِ ، وَهُمَا حَرَّتَانِ ، فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ حِينَ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ ، وَرَجَعَ إِِلَى الْمَدِينَةِ بَعْضُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ إِِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلَى رِسْلِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ، فَإِِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤَذَنَ لِي ، فَقَالَ : فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ، أَوَ تَرْجُو ذَلِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَفْسَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِصَحَابَتِهِ ، وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ كَانَتَا لَهُ وَرَقَ السَّمُرِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ، قَالَ الزُّهْرِيُّ : قَالَ عُرْوَةُ : قَالَتْ عَائِشَةُ : إِِذْ قَائِلٌ يَقُولُ لأَبِي بَكْرٍ : هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلا مُتَقَنِّعًا فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : فِدًى لَهُ أَبِي وَأُمِّي ، إِِنْ جَاءَ بِهِ هَذِهِ السَّاعَةُ لأَمْرٌ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ ، فَأُذِنَ لَهُ ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ ، قَالَ : فَنَعَمْ ، قَالَ : قَدْ أُذِنَ لِي ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَالصُّحْبَةُ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَعَمْ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَخُذْ إِِحْدَى رَاحِلَتِي هَاتَيْنِ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، بِالثَّمَنِ ، قَالَتْ : فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الْجِهَازِ ، وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً فِي جِرَابٍ ، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ مِنْ نِطَاقِهَا ، وَأَوْكَتْ بِهِ الْجِرَابَ ، فَلِذَلِكَ كَانَتْ تُسَمَّى : ذَاتَ النِّطَاقِ ، فَلَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ : ثَوْرٌ ، فَمَكَثْنَا فِيهِ ثَلاثَ لَيَالٍ " 


هل اتضحت الصورة الآن ؟ أكان جوار ابن الدغنة عند الهجرة الى الحبشة أم كان قبيل الهجرة الى المدينة ؟! وهذا متفق  مع رواية سن السيدة عائشة التى تحكيها بنفسها فى البخارى ومنها نستنتج ان سنها - رضى الله عنها - عالاقل كان ما بين الخامسة والسابعة عند الهجرة ..




(2) قالوا ان السيدة أسماء كانت أكبر من السيدة عائشة بعشر سنوات يوم الهجرة الى المدينة وكان وقتها عمرها (بعد حسابات من تاريخ الوفاة والعمر) كان عمرها 27 سنة وبذلك فان عمر السيدة عائشة كان 17 سنة يوم الهجرة الى المدينة 

الاجابة 


الغريب أنه ادعى أن ذلك قد ورد بلا خلاف بين المصادر والأمر ليس كذلك ، فقد ذكر الذهبي في "سير أعلام النبل"  : "أن أسماء كانت أسن من عائشة ببضع عشر سنة"  والبضع في العدد ما بين ثلاثة والعشر مضافة الى عشر .. أى أنها ما بين 13  أو 19 سنة ، وبالتالى ان كان عمر السيدة أسماء 27 فان عمر السيدة عائشة قد يكون 7 سنوات



(3) قال بأن ابن كثير ذكر في البداية والنهاية أنه قال عن الذين سبقوا بإسلامهم : "ومن النساء : أسماء بنت أبي بكر وعائشة وهي صغيرة فكان إسلام هؤلاء في ثلاث سنين"

الاجابة 


ولم نقف على هذا الكلام في "البداية والنهاية" ، وإنما قال ابن كثير : "فكان أول من بادر إلى التصديق من الرجال الأحرار: أبو بكر الصديق. ومن الغلمان : علي بن أبي طالب. ومن النساء : خديجة بنت خويلد" انتهى . ولم يذكر أسماء ولا عائشة رضي الله عنهما .  وعائشة رضي الله عنها إنما ولدت بعد النبوة بنحو أربع سنين .





(4) استنكر أيضاً أن يكون زواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من السيدة عائشة قد تم لمجرد أنها بلغت المحيض رغم صغر سنها معللاً ذلك بأنه وان كانت البيئة حارة وان كان العرب يزوجون فى الصغر فهل يجيز الاسلام زواج الاطفال من الاناث لمجرد بلوغهن المحيض ؟ أليست طفلة !!

الاجابة 


ماذا لو كان زواجها بوحى من الله الى رسوله - صلى الله عليه وسلم - ؟! وقد كان فقد روى الشيخان من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أريتك في المنام ثلاث ليال ، يجيء بك الملك في سرقة من حرير ، فقال لي : هذه امرأتك ، فكشفت عن وجهك الثوب ، فإذا أنت هي ، فقلت : إن يكن هذا من عند الله يمضه " . متفق عليه

ماذا لو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تعدت زوجاته الاربعة ، وقد كان ؟ ،  أليست زوجات رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من خصائص النبوة ولا تخضع للنقاش والمنطق .. ألم يتزوج أمنا خديجة وهى أسن منه ؟! ألم يتزوج أمنا زينب بوحى من الله " فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا " ؟!

الأمر وما فيه .. أيها الناس هو أن الله يحرص على عرض رسوله - صلى الله عليه وسلم - أكثر منكم ومن تبريراتكم ، وكان من الأولى ألا تتطرقوا الى تلك الأمور التى لا علم لكم بها تسليماً بحكمة الله - عزوجل - فى ذلك بدل أن تصطنعوا أدلة واهية .. نعم كانت مكة تزوج البنات فى سن حديثة عند التاسعة مثلاً وكانت الخطبة (الوعد بالزواج) تسبق ذبك السن ولا ضير فى ذلك ولا حرج حتى وإن لم تبلغ البنت المحيض حال الخطبة وانما كان التأجيل حتى تبلغ .. وزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن لبناء بيت وأسرة يحتاج الى امرأة ناضجة العقل مجربة للحياة انما كان بوحى من الله - عزوجل - فهلا اهتممتم بشئونكم !

هل يمنع الاسلام خطبة البنت قبل المحيض ؟
لا ولم يرد فى ذلك نص واحد ، حيث أن لها الحق فى القبول أو الرفض بعد أن تبلغ ولا يجبرها أحد على شئ ..

هل يمنع الاسلام زواج المرأة بمجرد البلوغ ؟
لا ولم يرد فى ذلك نص واحد ، حيث أن لزوجها أن يتحمل تصرفاتها الطائشة حتى تنضج كما كان لوالدها ذلك الحق ، على فرض وجود تلك التصرفات من الأصل فى مجتمع مسلم كمجتمع النبوة ؟! كما أن لذلك الرجل أن يختار غيرها من هى أسن منها ،  ان كان يريد امرأة تتحمل معه أعباء الحياة كما فعل سيدنا جابر بن عبدالله - رضى الله عنهما - كما فى صحيح البخارى

فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال  غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فتلاحق بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا على ناضح لنا قد أعيا فلا يكاد يسير فقال لي ما لبعيرك قال قلت عيي قال فتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فزجره ودعا له فما زال بين يدي الإبل قدامها يسير فقال لي كيف ترى بعيرك قال قلت بخير قد أصابته بركتك قال أفتبيعنيه قال فاستحييت ولم يكن لنا ناضح غيره قال فقلت نعم قال فبعنيه فبعته إياه على أن لي فقار ظهره حتى أبلغ المدينة قال فقلت يا رسول الله إني عروس فاستأذنته فأذن لي فتقدمت الناس إلى المدينة حتى أتيت المدينة فلقيني خالي فسألني عن البعير فأخبرته بما صنعت فيه فلامني قال وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي حين استأذنته هل تزوجت بكرا أم ثيبا فقلت تزوجت ثيبا فقال هلا تزوجت بكرا  تلاعبها وتلاعبك قلت يا رسول الله توفي والدي أو استشهد ولي أخوات صغار فكرهت أن أتزوج مثلهن فلا تؤدبهن ولا تقوم عليهن فتزوجت ثيبا لتقوم عليهن وتؤدبهن قال فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة غدوت عليه بالبعير فأعطاني ثمنه ورده علي قال المغيرة هذا في قضائنا حسن لا نرى به بأسا "

هل تبلغ البنت عند تسع سنين ؟ 

قال الإمام الشافعي : " رأيت باليمن بنات تسع يحضن كثيرا " . "سير أعلام النبلاء"
وروى البيهقي عَنِ الشَّافِعِىِّ قَالَ : " أَعْجَلُ مَنْ سَمِعْتُ بِهِ مِنَ النِّسَاءِ يَحِضْنَ نِسَاءٌ بِتِهَامَةَ يَحِضْنَ لِتِسْعِ سِنِينَ " . وقَالَ الشَّافِعِىُّ أيضا : " رَأَيْتُ بِصَنْعَاءَ جَدَّةً بِنْتَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً ، حَاضَتْ ابْنَةَ تِسْعٍ وَوَلَدَتْ ابْنَةَ عَشْرٍ ، وَحَاضَتِ الْبِنْتُ ابْنَةَ تِسْعٍ وَوَلَدَتْ ابْنَةَ عَشْرٍ " . "السنن الكبرى للبيهقي.

أما أنا فأقول بناءاً على دراستى الطبية : أن متوسط سن بلوغ البنت فى مصر (وهى أقل حراً) 12  سنة ونصف ، يزيد أو ينقص بمقدار سنتين فمن الوارد جداً أن تبلغ البنت المحيض فى سن العاشرة فى مصر  ..

فعلى هذا ؛ فقد دخل الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها وهي بالغة أو قد قاربت البلوغ .




أدلتنا على سن السيدة عائشة رضى الله عنها عند زواجها 


(1) روايتها الصريحة لسنها وهى من أفقه الصحابة يومئذ : 

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : (تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ فَوُعِكْتُ [أي : أصابتها حمى] ... فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي ، فَصَرَخَتْ بِي فَأَتَيْتُهَا لَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي ، فَأَخَذَتْ بِيَدِي حَتَّى أَوْقَفَتْنِي عَلَى بَابِ الدَّارِ وَإِنِّي لَأُنْهِجُ حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي ، ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَأْسِي ، ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ ، فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ فَقُلْنَ : عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ . فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِي فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضُحًى فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ) رواه البخارى ومسلم

ولمسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَزُفَّتْ إِلَيْهِ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ ، وَلُعَبُهَا مَعَهَا ، وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانَ عَشْرَةَ) .

(2) لعبها كالأطفال : 

فعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : (كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ [أي : يتخفين] مِنْهُ فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي) رواه البخارى ومسلم

وعند أبى داود

عَنْها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : (قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَوْ خَيْبَرَ وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ فَقَالَ :مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ ؟ قَالَتْ : بَنَاتِي . وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ فَقَالَ : مَا هَذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ ؟ قَالَتْ : فَرَسٌ قَالَ : وَمَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ ؟ قَالَتْ : جَنَاحَانِ . قَالَ : فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ ؟! قَالَتْ : أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ ؟ قَالَتْ : فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ) وصححه الألباني في "آداب الزفاف" (ص203) .

قال الحافظ :

"قَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَإِنَّمَا أَرْخَصَ لِعَائِشَة فِيهَا [أي : اللعب] لِأَنَّهَا إِذْ ذَاكَ كَانَتْ غَيْر بَالِغ . قُلْت : وَفِي الْجَزْم بِهِ نَظَرٌ لَكِنَّهُ مُحْتَمَل ; لِأَنَّ عَائِشَة كَانَتْ فِي غَزْوَة خَيْبَر بِنْت أَرْبَع عَشْرَة سَنَة إِمَّا أَكْمَلْتهَا أَوْ جَاوَزْتهَا أَوْ قَارَبْتهَا . وَأَمَّا فِي غَزْوَة تَبُوك فَكَانَتْ قَدْ بَلَغَتْ قَطْعًا فَيَتَرَجَّح رِوَايَة مَنْ قَالَ فِي خَيْبَر" انتهى ، وخيبر كانت سنة سبع .

ومن المعلوم أن الاسلام قد حرم التماثيل الا فى لعب الأطفال .. قال النووي : "الْمُرَاد هَذِهِ اللُّعَب الْمُسَمَّاة بِالْبَنَاتِ [العرائس] الَّتِي تَلْعَب بِهَا الْجَوَارِي الصِّغَار , وَمَعْنَاهُ التَّنْبِيه عَلَى صِغَر سِنّهَا"


الخلاصة :


البخارى من فقهاء المحدثين ولا يخفى عليه ذلك ان كان خطئاً أو مكذوباً او غير دقيق فى الحساب  ، وأمنا عائشة رضى الله عنها من أفقه الصحابة ولا يخفى عليها ما تقول عن نفسها .. وانما كانت تلك الزيجة بوحى من الله فى الوقت الذى حدده هو - سبحانه - لنبيه - صلى الله عليه وسلم - فلا تقولوا بما لا تعرفوا واتقوا الله ..




بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ، بينما أبحث فى ملفاتى القديمة وجدت رسالة من أحد الأصدقاء تتضمن بعض التعارضات الظاهرية بين بعض آيات القرآن فقررت أن أبحث عن اجاباتها وأعرضها لكم لتعم الفائدة وتتم الاجابة عن السؤال وأعتذر عن التأخر لضيق الوقت ، للاستفسار والتعليق استخدم تعليقات الفيسبوك أو بلوجر أدناه ..

التعارض الأول : ماهو عدد الملائكة التى أرسلها الله الى مريم ليهبها عيسى عليه السلام ؟ 


وجه التعارض هو بين الآية 45 فى سورة آل عمران  " إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ " ، وبين الآية " فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) "
حيث أن الله فى الآية الأولى ذكر الملائكة بالجمع وفى الآية الثانية ذكر روحنا ومنك ورسول ربك وكلها تدل على الافراد ..


قلت :


الثابت فى التفاسير كما يرويه ابن كثير قال : " قال مُجَاهِد وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَابْن جُرَيْج وَوَهْب بْن مُنَبِّه وَالسُّدِّيّ فِي قَوْله " فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحنَا " يَعْنِي جَبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَهَذَا الَّذِي قَالُوهُ هُوَ ظَاهِر الْقُرْآن  أ.هـ"

ولا تعارض فان الملائكة بصيغة الجمع قد تطلق على جبريل عليه السلام "  الرُّوحُ الْأَمِينُ " أو غيره من الملائكة ، وهذا على عادة العرب فانهم أحياناً يطلقون لفظ الجمع على المفرد بل وقد ورد الجمع فى ألفاظ تعود الى الله - تعالى - فقال " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " وغير ذلك مواضع كثيرة معلوم فيها ذكر المفرد بصيغة الجمع للتعظيم .. وتكون الاجابة هنا أن الذى جائها هو جبريل عليه السلام ..



التعارض الثانى : ماهو عدد الأيام التى عذب الله فيها قوم عاد ؟ 


وجاء التعارض بين الآية 16 فى سورة فصلت "  فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ (16) " وبين الآية 19 فى سورة القمر " كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (19) "  .. حيث قال الله فى الأولى أيام نحسات وقال فى الثانية فى يوم نحس مستمر ..


قلت : 


جاء فى تفسير القرطبى لآيات سورة القمر فى قوله تعالى  "يوم نحس مستمر" :  "  قال ابن عباس : أي في يوم كانوا يتشاءمون به . الزجاج : قيل في يوم أربعاء . ابن عباس : كان آخر أربعاء في الشهر أفنى صغيرهم وكبيرهم . أ.هـ "

والملاحظ للآيات التى فصلت عذاب قوم عاد ، سيجد أن هناك آية ثالثة فى مقدمة سورة الحاقة  " وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) "

سيكون هنا المجموع لدينا آية فيها أيام نحسات ، وآية فيها يوم نحس مستمر ، وآية فيها سبع ليال وثمانية أيام .. وعلى قول ابن عباس والزجاج فالحقيقة أن العذاب بدأ نهار "يوم" الأربعاء واستمر حتى نهاية نهار "يوم" الأربعاء فى الأسبوع الذى تلاه كالتالى

نهار الأربعاء ، ليل الخميس
نهار الخميس ، ليل الجمعة
نهار الجمعة ، ليل السبت
نهار السبت ، ليل الأحد
نهار الأحد ، ليل الاثنين
نهار الاثنين ، ليل الثلاثاء
نهار الثلاثاء ، ليل الأربعاء
نهار الأربعاء

فصارت سبع ليال وثمانية أيام حسوماً أى متتابعة ، وبدأت بنهار أربعاء وانتهت بنهار أربعاء فكأنها يوم مستمر فلم يكن يوماً واحداً وقتاً بل كان يوماً واحداً اسماً أى الأربعاء ، وقوله أيام نحسات منطبقة مع كونها ثمانية أيام مع سبع ليال حيث أن الأولى جمع والثانية تفصيل ذلك الجمع ..



التعارض الثالث : ما هي عدد الأيام التي خلق الله فيها السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ؛ ستة أم ثمانية؟


وجاء التعارض بين آية 3 فى مقدمة سورة يونس " إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ " وبين آية  9 و مابعدها فى سورة فصلت  " ۞ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)"

قلت : 


قد خلق الله الأرض فى يومين ثم بارك فيها وقدر فيها أقواتها فى يومين آخرين فصار مجموع  أيام خلق الأرض ومباركتها وتقدير أقواتها : أربعة أيام ، أى أن تقدير الأقوات والمباركة كان فى يومين متممة ليومين آخرين فتصير الأيام الأربعة وليس كما فهم أنها اثنان ثم أربعة .. ثم خلق الله السموات فى يومين .. وبذلك يكون العدد ستة فقط وهو المذكور فى آية يونس وغيرها

وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: الظاهر أن معنى قوله هنا (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) أي: في تتمة أربعة أيام. وتتمة الأربعة حاصلة بيومين فقط ؛ لأنه تعالى قال: (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ). أ.هـ  من أضواء البيان


التعارض الرابع : أيهما خلق أولا ، السماوات أم الأرض؟ 


وجاء التعارض فى نفس آية فصلت " ۞ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) "

اذ أن الترتيب الوارد فى الآيات كالتالى
1. خلق الأرض فى يومين
2. بارك فيها وقدر فيها أقواتها فى يومين
لتتم أربعة أيام
3. استوى الى السماء (فهاهى السماء موجودة)
4. امتحن السماء وللأرض للخضوع طوعاً أو كرهاً يعنى أن السماء كانت موجودة
5. فقضاهن سبع سماوات فى يومين .. أى سماوات التى قضاها أى خلقها بعد ذلك ، ألم تكن موجودة ؟


قلت : 


التعارض مدفوع بفهم الفرق بين معنى لفظ السماء فى مواضعه المختلفة ، فبين السماء والسماوات فرق كبير ، حيث أن السماء المذكورة فى الآية (11) " ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ " تعنى الكون الذى نعيش فيه .. وأن السموات فى الآية (12) " فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ " ربما تعنى الطبقات السبع المحيطة بالأرض " الغلاف الجوى "

وهذا الترتيب منطقى جداً ومتفق مع ما أثبته العلم من أن الكون قد تكون فى البداية من ذرات غير محددة المعالم ساخنة جداً بدأت تتشكل منها البروتونات والالكترونات وهذه هى مرحلة " الدخان " وهذه هى السماء الموصوفة أولاً .. ثم تحولت الى كواكب ونجوم وهذه هى المرحلة الثانية الموصوفة بخلق الأرض "الكوكب الذى نعيش عليه مع غيره من الكواكب " فى يومين ،

 ثم قدر الأقوات حيث تركزت المعادن فى باطن الكواكب وطفت الغازات فى يومين آخرين فى مرحلة " وبارك فيها وقدر فيها .. "

ثم بعد ذلك تكونت طبقات الغلاف الجوى بعد أن اكتسبت الكواكب جاذبيتها الخاصة وهذه هى مرحلة "  فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ "


التعارض الخامس : هل السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كانتا معا فافترقا أم لا؟ 


وجاء ذلك فى آية 30 من سورة الأنبياء "  أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) "  وكيف يكون هذا حقيقياً والسماوات عبارة عن غاز والأرض عبارة عن كتلة صلبة وهل هى دليل على الانفجار العظيم ! ..


قلت 


بداية الآية لم تتحدث أبداً عن أن السماوات والأرض كانتا كتلة واحدة ، بل قد ذكر الطبرى فى تفسيره " قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا من المطر والنبات، ففتقنا السماء بالغيث والأرض بالنبات " ..

الرتق هو الشئ الصلب الذى لا ثقوب فيه والفتق هو الثقب أو الفتحة  والمعنى أن السماوات " المقصود بها السماء الدنيا أو الطبقة الأولى التى تحتوى الغيام "  كانت لا تمطر كأنها قطعة صلبة .. وأن الأرض كانت لا تنبت كأنها قطعة صلبة ..  ففتق الله السماء " أى ثقبها وهى كناية عن كثرة المطر " وفتق الأرض فأخرجت الزرع  .. والدليل على ذلك القول أن الله يستنكر على المشركين عدم رؤيتهم لتلك الآية أو النعمة "  أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا " فهل رأى الذين كفروا الانفجار العظيم ؟! وهل يصح أن يلاموا على عدم التفكر فيه ؟! أم أنها الى المطر والزرع أقرب ؟!




العلم الّلُدَّنى فى ميزان الشريعة والمنطق 


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده أما بعد ، فقد أثار سؤال أحد الأصدقاء عن العلم اللُدَّنى قلمى للكتابة فى ذلك الأمر حيث أن خطورته عظيمة جداً لا تتوقف عند حد القول بوجوده أو عدمه بل تتعدى ذلك الى ما يترتب عليه من أقوال وأفعال

ماهو العلم الّلُدَّنى ؟ 

يعرفه القائلون به من المتصوفة على أنه علم يأتى من لدن الله - تعالى - أى من عنده ، يهبه الى من يشاء من عباده يستخدمه فى فهم موقف أو حكم أو نص أو ما الى ذلك ويستدلون عليه بقوله - تعالى - عن الخضر : " فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا "

ماهى المشكلة مع هذا النوع من العلم ؟ 

يدعى صاحبه أنه يأتيه إلهامٌ من الله يفسر به آية من آيات الله أو حديثاً من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ليستنبط حكماً محيلاً بذلك المسألة الى نهايتها متذرعاً بأنه لا يصح لأحد أن يجتهد مع النص والإلهام من الوحى والوحى نص ، حتى وإلم يصرح بعدم جواز مناقشته فى ذلك الرأى الذى أفتى به ،  فهو فى النهاية يدعى العلم عن الله وهو وحى لا ينبغى بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -

هل هذا ما أمرنا الله به ؟
اللهم لا ، إنما أُمرنا أن نبحث فى كتاب الله - عزوجل - كما فسره النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - أو أحد صحابته الكرام  - عليهم رضوان الله - ، فإلم نجد نصاً فى الكتاب بحثنا فى صحيح السنة ، أما ان وجدنا نصاً لكن اختلفنا فى فهمه ولم نجد فى تفسيره حديثاً منسوباً الى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أو أحد صحابته فعلينا بالاجتهاد .

ماهو الاجتهاد اذاً ؟
الاجتهاد هو استعمال قواعد الأصول الفقهية والتفسيرية واللغوية التى قعدها علماء تلك العلوم المختصون ، مع ما لدينا من نصوص حديثية ثابتة ، وأمثلة مشابهة تقبل القياس ، أو اجماعٍ من أهل العلم ، ثم نستخرج رأياً نقدمه الى الناس على أنه اجتهاد وفقط يقبل الأخذ والرد فمن اقتنع به أخذه ومن رفضه تركه ، لا نحتكر الرأى أو ندعى لأنفسنا وأرائنا التوفيق والسداد بحجة الالهام ..

فما التعارض إذاً ؟
التعارض هو أن من يدعى العلم اللدنى قد يدخل فى اطار الكذب على الله ورسوله وقد ورد التحذير من هذا السلوك فى قوله - تعالى - " “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ  " حيث أن العلم من الله مباشرة "وحى" وهو هنا يقول يأتيه علم من لدن الله فكيف يوحى اليه وقد انقطع الوحى بوفاة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟!

ان الله يعطى عباده المخلصون الكرامات فلم لا يعطيهم العلم ؟
الكرامة هى وسيلة لتعريف الناس بأولياء الله واعلاء شأنهم ولاتكون الا لولى من أولياء الله الموافقين لشرعه لا لأهل الأهواء ، كما يقول ابن تيمية رحمة الله عليه : " : إذا رأيت الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء فلا تغتر بذلك حتى تنظر إلى موقعه من الشرع ، فإذا كان من أهل الطاعة والانقياد والاستسلام لله رب العالمين فإن الذي يجري على يديه كرامة ، وإذا كان غير ذلك فاعلم أنه من أعمال السحر " ، ولا تكون الكرامة أبداً فيما يخص الشريعة الاسلامية بل فيما يخص الولى نفسه ..  أما العلم فهو شرعة للناس وهو جزء من دين الله - تعالى - فهل يُعقل أن يقول الله - عزوجل - " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ " ثم نقول ان فلاناً يأتيه علم من لدن الله بعد محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - وبعد تلك الآية الكريمة ؟!

قال الله - تعالى - : " فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا "  فهل يعد ذلك علماً لدنياً أم ماذا ؟
بل هو وحى من الله - تعالى - الى الخضر أنزله اليه ليعلمه موسى - عليه السلام - ، وقد أوحى الى الله - تعالى - الى الأنبياء كما أوحى الى غيرهم فقد أوحى الى مريم وهى صديقة والى أم موسى وغيرهم ، فلا عجب أن يكون قد أوحى الى الخضر على القول بأنه ليس بنبى ..


تصحيح المفاهيم 

بعض الناس يمنُ الله عليه بالفهم ، ودليل ذلك قوله تعالى " فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ " حكاية عن تلك المسألة التى عرضت على داود وسليمان  - عليهما السلام - فمن الله على سليمان بفهم .. هذا على نطاق الأنبياء ، أما على نطاق أهل العلم من أمتنا فيدل عليه ما ورد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَبَلَّغَهَا غَيْرَهُ , فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ , وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ .." ، لكن فهم العالم للمسألة يظل فى اطار الاجتهاد القابل للأخذ والرد من الناحية الشرعية ولا يعتبر من العلوم الأصلية بل هو نتيجة لاعمال العقل والفكر بالنظر فى الأدلة .


العقل البشرى 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده أما بعد ، فقد جائتنى أسئلة كثيرة حول موضوعات فكرية عديدة سبب التخبط الأساسى فيها كان عدم معرفة الحدود الفعلية للعقل البشرى وعلاقة تلك الحدود بالشريعة من جهة وبالحالة الانسانية العامة من جهة أخرى .. لذلك قررت أن اكتب ذلك المقال ضمن سلسلة مقالات فكر لتكون مرجعاً لمن أشكل عليه شئ فى التفكير وكذلك وضعتها ضمن بند  الالحاد حيث أن سبب الحاد أشخاص كثيرة ممن عرفتهم كان تعظيمهم عقولهم أكثر مما يجب .. وبسم الله نبدأ 

ماهو العقل ؟ 


العقل هو مجموع العمليات المخية المتعلقة بالمنطق .. والتعلق بالمنطق دا اما سلبى او ايجابى ، وعشان الناس اللى انا حاسس انها تنحت وهى بتقرا .. التعلق الايجابى بالمنطق يعنى لما نفكر بعقلنا بصورة نمطية منطقية (1+1= 2) زى لما بنحسب ونجمع  او بنحل امتحان او بنفكر فى مشروع او بنخطط لأى حاجة معتادة .. والتعلق السلبى بالمنطق هو لما نفكر بصورة غير نمطية ، خارج الصندوق ، الابداع ، التفكير الابتكارى .. يعنى (1+1 =3) زى مثلاً لو معانا كمبيوتر ومعانا تليفون عادى دمجناهم مع بعض طلع لنا Smart phone .. لو معانا كمبيوتر كبير وواخد حجم ومساحة ، شيلنا منه الكيسه وصغرنا القطع وهكذا طلع لنا lap top وهكذا ، ركب حاجتين مع بعض وطلع حاجة جديدة ، صغر حاجة كبيرة ، كبر حاجة صغيرة ، قطع حاجة اجزاء .. الخ الخ .. يبقى كدا المخ بيعمل نوعين من العمليات (منطقية ولا منطقية) والعمليات دى كلها اسمها العقل .. 

ما هى حدود العقل البشرى ؟ 


أول سؤال انا متوقعه كتعليق ع الفقرة دى هو ذلكم السؤال الرخم جداً اللى بيقول " مين حط الحدود دى ؟ " هرد عليك ببساطة دى فلسفتى فى قصة العقل اقراها الأول وبعد كدا انت حر فى رأيك .. المنطق بيقول ان كل انسان حبيس واقعه ، وهنا اقصد الواقع بالكامل مش مجرد الشارع اللى انت عايش فيه ، بس لو يعنى حضرتك اتولدت فى قرية فى صعيد مصر فى بيت فقير معندكمش تلفزيون ولا فاضى تتفرج عليه عشان مطحون شغل ليل نهار ، لو فجأة كدا لقيت نفسك فى دبى هتحس ان فى حاجة غلط .. مش دى الحياة اللى كنت تعرفها (هنا حدود فكرتك عن الدنيا هى البقرة والأرض ودوار العمدة والبيت ابو سقف خشب) .. فى حين ان ممكن حد تانى فى نفس القرية بس مركب دش يكون عنده وجهة نظر تانية لانه شاف مثلاً ناشونال جيو وبيسمع برامجها عن الحياة الطبيعية فاخد فكرة عن الكوكب بالكامل والكواكب المجاورة وكدا .. يبقى ايه هى حدود عقلك ؟ هى ما تستطيع ان تصل اليه من خلال خبراتك فى الحياة والخبرات هى نتاج استعمال الحواس السمع والبصر والشم واللمس والتذوق ، أوالمشى والترحال ، أو الناس اللى قعدت معاهم واتعلمت منهم .. 

ايه توقيع الكلام دا ؟


لما تلاقى حد شاغل مخه أوى بما وراء درب التبانة والكون والكون الموازى وعمال يفسر ويستفسر .. دا شئ جميل لكن لابد انك تعرفه ان لعقلك حدود طالما معرفتك قاصرة .. عاوز تفهم اكتر روح اطوع فى وكالة ناسا مثلاً .. لما تلاقى حد بيسأل عن الحكمة من التشريع الفلانى او العلانى .. بنقوله وجهة نظرنا مثلاً ان ربنا فرض الصوم على الأمة لانه بيحدث ظاهرة من التكافل الاجتماعى والاحساس بالفقراء وجوعهم والاحساس بالعزاب (عشان اللى عنده بنت اللى بتلبس فيزون يفتكر لما يشوف مراته فى رمضان ومش قادر يلمسها يفهم مشاعر الشاب اللى بيشوف بنته ومش قادر يلمسها)  الحاجات دى بتدفع الناس الى التقوى والخير والبر والاحسان .. يطلع بعد كل الكلام دا يقول لا الحكم دى مش كفاية وانا محتاج حكم تانية !! .. يا سيدى احنا بنقول وجهة نظرنا فى المسألة لكن فى النهاية السبب الأساسى فى اننا بنصوم هو اننا مؤمنين بربنا وربنا فرض علينا الصيام فبنطيع الأمر والحكم مجرد اجتهادات .. 

الشطحات الفكرية للملاحدة


السبب الأساسى فى الحاد ناس كتير أعرفهم هو انهم حكموا عقلهم فى حاجات خارج نطاق معلوماته ومنطقه .. فبدأ يحاكم الحكمة من الخلق ومن توسع الكون ومن الملائكة ومن الجن وبالتالى اغلبهم موصولوش لحاجة مفيدة والسبب واضح ان دا خارج نطاق معلوماتهم وعقلهم فوصلوا الى نتيجة ان دا كله وهم وان مفيش اله فألحدوا .. يا جماعة ركزوا شوية فى الحاجات المتاحة قدامكم هل ينفع يكون كل ما نراه من جبال وانهار ومخلوقات (ضمن اطار معلومات عقلنا) من صنع بشر او طبيعة او صدفة !! السؤال دا أكبر سؤال فعلى يدعوا الى الايمان .. المنطق ينفى ذلك لانك لو استخدمت منطق القياس هتفهم انك لما بتشوف بيت اوضة وصالة بتقول على صاحبه غلبان انما لما تشوف قصر بتقول صاحبه ملك .. تخيل كل الابداع اللى فى الكون دا مين هيكون صاحبه !! .. 

الشطحات الفكرية لبعض المسلمين 


النقطة دى ناس كتير هتعترض عليها لكنها فعلاً موجودة للأسف ، خلاصتها اننا كتير بنلغى عقلنا قدام مسائل فقهية بسبب ان الامام (الفلانى) قال رأيه فيها .. هل الامام دا معصوم ؟ هل كلامه لا يحتمل الخطأ والصواب ؟ .. وعلى الجانب الآخر من المشكلة تلقى شاب ميعرفش حاجة عن الفقه او اصول الفقه او الاجتهاد عموماً وبيقول أراء عجيبة بلا دليل او بأدلة منقوصة او لا حجة فيها .. تلاقى شخص بيقول ان الدين يجب ان نأخذ فيه بالأحوط .. مين قال الكلمة دى !! فين الدليل عليها ؟ .. شخص تانى بيقول اننا مينفعش نأخذ بالرأى الأسهل ، طيب ليه ؟ .. المعلوم من الفقه الاسلامى ان " المختلف فيه لا يعذب الله فيه ولا انكار فيه " .. يعنى ايه لا يعذب الله فيه يعنى ربنا لن يعذبنى ان أخذت برأى أحمد بن حنبل لانه أسهل الأراء .. ولن يعاقب أحمد بن حنبل ان اجتهد فى مسألة واصدر حكماً سهلاً فيها ييسر على الناس ولو كان الحكم خطأ لكن باجتهاد صحيح (يعنى على الاصول والقواعد المعروفة) .. ولا انكار فيه يعنى انا لا الغى الرأى الآخر وان جاز لى أن أبين ضعفه وقلة حجته وأن انتصر لرأيى بلا تعصب .. طيب ازاى هختار الرأى الفقهى ؟ اختار أكثر الأراء اقناعاً لك بأدلته وحجته وهذا الذى انت مطالب بالأخذ به .. يعنى لا تتبع رأياً لكثرة من يأخذون به ولا تنكر على رأى لمجرد انك سمعت شيخ من المشايخ ينكر علي أصحابه ، لان دى فتوى من الشيخ نفسه وتعتبر رأى هى كمان ممكن غيره ينكر عليه فيها .. وعلى ذكر الاقتناع بالرأى الفقهى احب اوضح حقيقة قوية جداً ان عدم الاقتناع هو  سبب نفور الكثير من الناس عن الدين .. ان الفقهاء المتأخرين كان أغلبهم لا يوضح للناس مقصد الحكم او غايته ودا أحدث كارثة كبرى اسمها انعدام الفكر الاسلامى .. وهو دا السبب الحقيقى فى تراجع الناس عن الاحتكام للشريعة الاسلامية لانهم لا يعلمون عنها شيئاً الا قشورها او الخلاصة .. والناس تحتاج أن تفهم لتؤمن .. 

ما بين الهلامية والجمود 


انا واحد من الناس كنت بعانى من هلامية موضوعات كتيرة بتقابلنى وجمود موضوعات أخرى .. يعنى مثلاً من الهلاميات انك تقول لحد اختار عروسة ذات دين وخلق .. طيب يعنى ايه حدود الدين او الاخلاق اختار على اساس ايه ؟ ومن الجمود انك تلاقى واحد واقف على حكم فقهى من 500 سنة ممكن يتغير بتغير الزمان ومش راضى يغيره ومصر عليه .. يا سيدى الفقهاء الكبار كالشافعى غيروا أرائهم بعد فترة قصيرة مع اختلاف الظروف ، وكان الحل اللى انا شايفه صحيح للكلام دا هو حاجتين ؛ مع الهلامية وضع الحدود (ودا واضح فى كتابتى عن طريقة اختيار شريك الحياة فى سلسلة أسرة ) بصورة نقط واللى يجتازها ينجح وفيها نسبة مئوية واضحة مش بالكيلو .. ومع الجمود الحل الوحيد هو الغاء كل الثوابت المخترعة .. يعنى انا لا يثبت عندى الا (قال الله ، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله سلم -) وكل ما عدا ذلك يمكن الأخذ منه والرد ، ولو كان اللى قال الرأى دا هو الائمة الأربعة أو فلان الفلانى اكبر مشائخ عصره .. لى عقل وله عقل أجتهد فى الدليل الذى اجتهد فيه ولكن بعد أن استجمع كل العلوم التى علمها هو (لغة وحديث واصول وتفسير الخ) عشان ميكونش اجتهادى قاصر عن الفهم الدقيق والصحيح للنصوص .. ودا الصحيح والمفروض ان كل شخص مثقف ينظر فى كتب الشريعة ويتمرس ويتدرب حتى يستخرج الأراء التى يثق هو بها .. فالرأى دين . 

الى هنا  ينتهى هذا المقال على عجالة لان الناس مبتحبش تقرا كتير وعشان ميزهقوش وكدا يعنى .. لو عندك استفسار او تعليق اكتبه فى الكومنتس ، ولو عجبك المقال اضغط لايك وشير وتويت وبلاس ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


حكم الغناء والمعازف


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده أما بعد ، فهذه رسالة فى حكم سماع المعازف والاناشيد التى تحض على المعانى الطيبة  بعد أن كثر الجدل حول هذا الأمر والله الموفق ..



بداية لابد منها 



أولاً : منهج البحث هو استقصاء الأدلة التى استخدمها أهل العلم فى الحكم على كل من الغناء والمعازف ، بترتيب الأدلة من القرآن ثم السنة ثم الاجماع وأقوال السلف والأئمة ثم القواعد اللغوية وصولاً الى استنباط الحكم النهائى باذن الله تعالى .


ثانياً : لابد من التفريق بين أمرين ؛ الأول هو الوسائل والثانى هو المقاصد .. وذلك كالمثال التالى ، السكين وسيلة لها مقاصد متعددة فقد يقطع الطعام وقد يقطع الرقاب ، والمعلوم فى الشريعة الاسلامية هو اعطاء الوسائل حكم المقاصد فكل سكين استخدم لقتل ظلم فاستعماله حرام - أى فى ذلك القصد وهو القتل - ، وكل سكين استخدم فى اطعام الناس فاستعماله مباح .. وكل سكين استخدم فى قتل   المشركين المحاربين فاستعماله واجب وهكذا  ، ولم يرد فى الشريعة تحريم وسيلة او اباحتها الا فى موضع واحد وهو تحريم وسائل الشرك كالأصنام التى تصنع لتعبد والتمائم وجالبات الحظ وما الى ذلك ، وذلك التحريم انما هو لارتباطها بمعناها فلا تنفك عنه

ثالثاً : أحكام الشريعة فى العموم لها مقاصد ستة وهى النفس والدين والعقل والمال والنسل والعرض ، من أجلها تشرع الأحكام فيقال هذا حلال وهذا حرام .. وما حرم القتل الا لأنه اهدار للنفس وما حرم الكفر الا لأنه اهدار للدين وما حرمت الخمر الا لأنها اهدار للعقل وما حرم التبذير والربا والسرقة والرشوة الا لأنها اهدار للمال وما حرم الزنا الا لأنه اهدار لنسب النسل وحقهم فى الحياة الكريمة وما حرم عقوق الوالدين الا لأنه هدم للأسرة والتى هى صلة النسل بالأهل وما حرم القذف الا لأنه اهدار لعرض المؤمنين ، فهذه الأصول وعليها القياس فلن تجد فى دين الله حراماً الا وقد تعارض بصورة أو بأخرى مع تلك الضرورات الست

رابعاً : تنقسم أحكام الشريعة الى أقسام ثلاثة الضروريات وهى الست السابقة ولا تستقيم حياة الناس الا بها  ، والحاجيات وهى ما يحتاجه الناس لحياتهم بحيث يقع عليهم الحرج والمشقة ان لم يأخذوه ولا يصح ان تتعارض الحاجيات مع الضروريات .. كاباحة الصيد والبيع والتجارة وجعل الأرض مسجداً والتراب طهوراً والتمتع بالطيبات من الأكل والشرب ونحو ذلك ، والتحسينيات وهى ما لا تختل الحياة بدونها بل قد يعيش الناس بلا حرج من غيرها  ولا يصح ان تتعارض التحسينيات مع الحاجيات ولا الضروريات


خامساً : الاسلام يحث الانسان على انه يكون فى أغلب وقته جاداً وقوراً ملتزماً بالخلق الحسن والسمت الطيب ، ولكنه أباح له القليل من اللهو ان كان هناك مبرراً لذلك (ولذلك ممكن نطلع نلعب كرة قدم فى يوم أجازة او نروح رحلة لمكان معين لمجرد الترفيه عن النفس) اذاً الحدود هى ان اللهو له قدر معين لا يزيد عنه ولا يحل لنا منعه عن الناس بالكلية لما فى ذلك من المشقة ..

لكن يجب أن يكون ذلك اللهو ملتزماً بآداب وأخلاق الشريعة (بمعنى آخر اللهو يمثل جزءاً من التحسينيات ولا يصح ان تتعارض مع الحاجيات أو الضروريات)


سادساً : على ما سبق ان ثبت ما يدل على كون شئ من اللهو فان حكمه كالتالى ، يصح ان يتمتع الانسان ببعضه فى جزء بسيط من وقته شرط ألا يتعارض مع الحاجيات الاساسية (كعمله ودراسته) أو الضروريات (كدينه أو عقله)  ، وان ثبت أن شيئاً من الوسائل فانه يأخذ حكم المقصد الذى استخدم فيه فان كان مقصده حلالاً كان حلالاً وان كان حراماً كان حراماً وان كان واجباً كان واجباً ، ولا يتصور أن تأتى الشريعة بحكم خاص لتحريم وسيلة لها مقاصد عدة كما ذكرنا من قبل الا أن تكون وسيلة شركية لا مقصد لها الا الشرك بالله كالتمائم ونحوها

تعريف الغناء


قال - تعالى - : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ( 6 )  وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم " يستفاد من الآية أنها تحرم لهو الحديث لأنه يضل عن سبيل الله وتحرم اتخاذ سبيل الله هزواً ثم اذا تتلى على ذلك الشخص الذى يلهو ويستهزأ آيات القرآن ولى مستكبراً وتركها كأن لم يسمعها   .

قال ابن جرير : حدثني يونس بن عبد الأعلى ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني يزيد بن يونس ، عن أبي صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي الصهباء البكري ، أنه سمع عبد الله بن مسعود - وهو يسأل عن هذه الآية : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ) - فقال عبد الله : الغناء ، والله الذي لا إله إلا هو ، يرددها ثلاث مرات .

قلت : هذه هى الرواية عن ابن مسعود رضى الله عنه والتى يُعتمد عليها فى تحريم الغناء ، ولكن .. ما الذى قصده ابن مسعود  رضى الله عنه بالغناء ؟ هل هو كل غناء ؟ أم يقصد نوعاً معيناً !! وهل قصد الغناء أم المعازف أم مجموع الأمرين ؟  .. وقد كان النبى – صلى الله عليه وآله وسلم – كما سياتى يستمع الى بعض الغناء من الجاريات فى الأفراح والمناسبات والأعياد ولم ينكر ذلك فلو   قلنا ان ابن مسعود يقصد كل الغناء تعارض هذا مع تلك الروايات ولذا وجب أن يكون قد قصد بالغناء نوعاً معيناً .. ومن هنا نستنتج ان سيدنا عبدالله بن مسعود رضى الله عنه لم يحرم الغناء مطلقاً وانما حرم ذلك النوع الذى كان يتخذه الناس للهو والضلال عن سبيل الله وقد كان هو الشائع وقتها ..

ولا يصح حمل اللفظ الذى استعمل قديماً فى معنى على معنى فى زماننا الحالى ربما يغايره كما أسلفنا فى المقدمة .. ثم ان الغناء الآن قد يطلق على الأناشيد التى بلا موسيقى او الاناشيد التى بالموسيقى أو على الحقارة التى يقدمها اهل الغناء الماجن ، فلابد من تحرير الألفاظ أولاً ليستقيم الحكم ، وأقول انما قصد ابن مسعود رضى الله عنه بالغناء فى تلك الرواية ، الغناءَ الشبيه بالحقارة المقدمة اليوم على أنها من الفن ولا تراعى حلالاً او حراماً ..


المعازف من وسائل اللهو وتأخذ حكمه


أ. عن عائشة أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى وقالت عائشة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد فزجرهم عمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعهم أمنا بني أرفدة يعني من الأمن ، أخرجه البخارى بسنده .

ب. قال البخارى : وقال هِشامُ بن عَمار حدَّثنا صَدَقةُ بن خالد حدَّثنا عبدُ الرحمنِ بن يزيدَ بن جابرٍ حدَّثنا عطيةُ بن قيس الكلابيُّ حدَّثنا عبد الرحمن بن غَنْم الأشعريُّ قال: حدثني أبو عامر ـ أو أبو مالكٍ ـ الأشعري والله ما كذَبَني "سمعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم يقول: ليكوننَّ من أُمَّتي أقوام يَستحلُّونَ الْحِرَ والحَريرَ والخمر والمعازِف، ولينزِلنَّ أقوام إلى جَنبِ عَلم يَروحُ عليهم بسارحةٍ لهم، يأتيهم ـ يعني الفقيرَ ـ لحاجة فيقولوا: ارجِعْ إلينا غَداً فيُبيِّتُهمُ الله، ويَضَع العَلَمَ، ويَمسَخُ آخرينَ قِرَدةً وخنازيرَ إلى يوم القيامة"

الحديث الأول : اذا لاحظت هنا أنى فرقت بين الغناء والمعازف فان السيدة عائشة قالت "تدففان   وتضربان" ولم تذكر أنهما تغنيان ، وانتهار أبى بكر لهما دل على أن اللهو عامة غير مقبول (لا أقول حراماً والا لما سمعه النبى – صلى الله عليه وسلم - وسكت عنه) ولكن النبى – صلى الله عليه وسلم – أجاز بعض ذلك اللهو – غير المقبول – فجعله مقبولاً لأن اليوم عيد وهى مناسبة للفرح والترويح عن النفس ويقاس على ذلك كل مناسبة يندب للانسان أن يروح عن نفسه فيها كالنجاح والخطبة والزواج – كما سيأتى – والتخرج وغير ذلك .. وهنا صرح النبى صلى الله عليه وسلم بالدف والضرب وهى من المعازف فكيف تكون المعازف حراماً وقد صرح النبى – صلى الله عليه وسلم – فى بعضها وهو الدف والطبل ؟! اذاً لابد أنها ليست حراماً على الاطلاق وانما هى وسيلة لذلك اللهو المقبول فى تلك المناسبة والوسائل تخذ أحكام المقاصد والدليل الذى يؤكد صحة ذلك هو أن النبى – صلى الله عليه وسلم – قد حرم المعازف فى موضع آخر والحديث (باء) فى ذلك العنصر ذلك ان اجتمعت مع الخمر والنساء والحرير فى بيت واحد وهو كناية عن بيوت الزنى كما سيأتى فى الحديث الثانى من هذا الجزء

الحديث الثانى : يتضمن هذا البند تحقيق حديث البخارى المذكور فى (باء) وكذلك الاجماع على حكم المعازف ثم الحكم الذى اقول به

التحقيق :

أما عن تحقيق الحديث (باء) وهل هو حديث صحيح أم ضعيف ؟

ففى ذلك تفصيل طويل الا أن مدار الحديث على عطية بن قيس وهو ضعيف الحديث بسبب ضبطه وليس بسبب عدالته .. النص القادم لمن أراد التثبت فقط من درجة عطية بن قيس (يعنى لو مقدرتش تفهمه مفيش مشكلة)

 [عطية بن قيس ليس في عدالته خلاف، ولكن الكلام عن ضبطه. فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" كعادته في توثيق المجاهيل. وقال البزار كما في "كشف الأستار" لا بأس به " . والبزار كابن حبان يوثق المجاهيل، كما ذكر السخاوي في "فتح المغيث". بل إن كلمة "لا بأس به" تنزله عن درجة الثقة. وقد قال الإمام أبو حاتم الرازي (وهو أعلم من ابن حبان والبزار) عن عطية بن قيس: «صالح الحديث»، أي يعتبر به. أما عن المقصود بمقولة أبي حاتم الرازي، فقد أفصح ابنه عنه، وبيَّنَ مُراده من قوله "صالح الحديث". ولا أدَلّ ولا أفصحَ من تفسير صاحب المصطلَح لما اصطَلح عليه.‏ قال في كتابه النافع "الجرح والتعديل": «إذا قيل للواحد إنه: "ثقة" أو "متقن ثبت": فهو ممن يحتج بحديثه. وإذا قيل له انه: "صدوق" أو "محله الصدق" أو "لا بأس به": فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه، وهي المنزلة الثانية. وإذا قيل: "شيخ" فهو بالمنزلة الثالثة: يكتب حديثه وينظر فيه إلا أنه دون الثانية. وإذا قيل: "صالح الحديث": فإنه يكتب حديثه للاعتبار». وقال في نفس الصفحة: «حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي: وربما جرى ذكر رجل صدوق في حديثه ضـــعــــف فيقول رجل صالح الحديث يغلبه. يعنى أن شهوة الحديث تغلبه». قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة تعليقاً على هذا النص: «فهذا نص منه على أن كلمة "صالح الحديث" مثل قولهم "لين الحديث" يكتب حديثه للاعتبار و الشواهد. و معنى ذلك أنه لا يحتج به. فهذه العبارة من ألفاظ التجريح، لا التعديل عند أبي حاتم، خلافاً لما يدل عليه كلام السيوطي في التدريب]

الاجماع :

أما عن دلالة الحديث على تحريم المعازف أو اباحتها فقد أجمع كل من روى الحديث أن الوعيد ليس على المعازف، إلا عطية بن قيس فإنه غلط في تقديم لفظ المعازف لأول الحديث. ومن هنا نعلم دقة الإمام البخاري وعلمه، فإنه قد استشهد بهذا الحديث في "باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه"، ولم يذكره البتة في باب المعازف. لأن الشيء الذي اتفق عليه كل رواة الحديث بلا خلاف منهم، هو إنزال الوعيد على من استحل شرب الخمر بتسميتها بغير اسمها، وهو أمر تشهد له قواعد الشريعة. وهذا من فقه الإمام البخاري. فليس من المعقول أن يهمل البخاري إعادة الحديث في باب آخر يخص المعازف، أو يقوم بتقطيع الحديث كما هي العادة، وخاصة أنه لا يوجد حديث آخر في هذا الباب، وهو من أبواب الحلال والحرام. أما المعازف فقد صرح عدد من حفاظ الحديث بأن كل حديث صريح جاء في تحريم المعازف فهو موضوع. قال القاضي المالكي أبو بكر بن العربي في كتاب "الأحكام": «لم يصح في التحريم شيء». وقال ابن حزم في المحلى: «ولا يصح في هذا الباب شيء أبداً. وكل ما فيه موضوع». أما الاجماع المذكور فى تحريم الغناء فانه لا يصح واظنه كان على تحريم الغناء على مراد ابن مسعود وليس على مطلق الغناء وأخطأ كل من ساق ذلك الاجماع فى موطن الحديث عن الغناء عموماً أو المعازف .

الحكم :

فان قلت " أنت قلت قبل قليل أن النبى – صلى الله عليه وسلم – قد حرم المعازف فى ذلك الحديث " ؟؟ قلت انما قلت ذلك اتباعاً لقاعدة تحريم الوسيلة بتحريم المقصد وههنا استحل الناس الخمر والحر والحرير وبجانبهم المعازف وربما الرقص وربما غير ذلك وهذا دليل على تحريم المعازف المصاحبة لتلك الحالة أما ما ذكرت من الاجماع قبل قليل فهو على عدم تحريم المعازف على العموم أو اباحتها على العموم لأنها وسيلة ..


تحريم بعض الغناء واباحة بعضه وان كان ذلك بالمعازف 


أ. عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت : جاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل حين بني علي فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إذ قالت إحداهن وفينا نبي يعلم ما في غد فقال دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين . أخرجه البخارى

ب. روى الإمام أحمد عن السائب بن يزيد: أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عائشة أتعرفين هذه؟ قالت: لا يا نبي الله، فقال: هذه قينة بني فلان، تحبين أن تغنيك؟ قالت: نعم، قال: فأعطاها طبقاً فغنته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد نفخ الشيطان في منخريها. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.وصححه الألباني والأرناؤوط.

ج. عن بريدة قال "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا فجعلت تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب ثم دخل عمر فألقت الدف تحت استها ثم قعدت عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان ليخاف منك يا عمر إني كنت جالسا وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف "  قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث بريدة وفي الباب عن عمر وسعد بن أبي وقاص وعائشة ، وصححه الألبانى فى تحقيقه لسنن الترمذى

الحديث الأول : هنا تجد النبى – صلى الله عليه وسلم – لم ينكر على عزف الجاريات على الدف (حيث أن العزف هو استخدام أى آلة موسيقية لانتاج صوت وان كانت دفاً) .. انما أنكر عليهن لما قلن (وفينا نبى يعلم ما فى غد) فقال – صلى الله عليه وسلم – " دعى هذه وقولى بالذى كنت تقولين " حيث أنها منازعة لله فى علم الغيب – سبحانه وتعالى  - اذاً جعل مدار الحِل والحرمة على الالفاظ المستعملة فى الغناء ولم يجعله على الغناء نفسه ولا على المعازف .. ومن ذلك فان المبرر لتحريم الغناء هو لفظه ، ومما سبق يحرم الغناء أيضاً لما يصاحبه من معاصٍ كالخمر والنساء ونحو ذلك ..  وهذا يؤكد كونه المعازف وسيلة وكون الغناء لهو اما مباح واما حرام ..

الحديث الثانى والحديث الثالث :  قلت قد علق محققوا المسند بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط على الحديث الثانى بقولهم: فيه جواز ذلك على قلة من غير عرس وعيد كما يجوز فيهما، ويحتمل أنها كانت أيام عيد .. أى ان النبى – صلى الله عليه وسلم – لم يمنع الغناء فى الأيام العادية ولم يمنع غناء تلك المغنية بل دفع لها طبقاً (ربما كان طبق طعام كمكافأة أو ربما كان طبقاً لتضرب عليه) الا ان الحاصل من ذلك هو جواز سماع الغناء من باب الترويح عن النفس وان كان فى غير أيام العيد والعرس وان كانت المغنية امرأة – حرة كانت أم أمة -  ما دامت لا تترقق بالقول بصورة مثيرة للرجال لتعارض ذلك مع تحريم الخضوع بالقول واعتباره من زنى الأذن ، فقد سمع النبى – صلى الله عليه وسلم – غناء المرأة التى نذرت أن تغنى له – وكانت حرة – وقد سمع غناء الجارية الا انه لا يتصور أن يكون فى ذلك خضوع بالقول مما يثير شهوات الرجال ويوافق عليه رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –  فهذا لا يليق بمقامه الشريف ..

استحباب الغناء فى العرس وجعله علامة عليه


أ. عن عائشة - رضى الله عنها - أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا عائشة ما كان معهم من لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو . قال الألبانى صحيح أخرجه البخاري وهو في آداب الزفاف

ب. عن عامر بن سعد قال دخلت على قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاري في عرس وإذا جوار يغنين فقلت أنتما صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أهل بدر يفعل هذا عندكم فقال اجلس إن شئت فاسمع معنا وإن شئت اذهب قد رخص لنا في اللهو عند العرس ، وحسنه الألبانى فى تحقيقه لسنن النسائى

ج. عن محمد بن حاطب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح. وحسنه الألبانى فى تحقيقه سنن النسائى . وقد حث النبى – صلى الله عليه وسلم – فى ذلك السيدة عائشة على أن تبعث لهواً الى الانصار فى ذلك العرس و سمع الصحابة – من أهل بدر - الغناء  وجعله النبى – صلى الله عليه وسلم – علامة على الاشهار فى الزواج .

الخلاصة ؛

الغناء من اللهو يكون مباحاً فى المناسبات ويندب الاقلال منه فى غير المناسبات ولكنه يجوز للترويح عن النفس مادامت ألفاظه لا تضل عن سبيل الله ومادام لا يختلط بغيره من المعاصى والمحرمات .. ويجوز سماع غناء المرأة "حرة كانت أو أمة " مادامت لا تخضع بالقول فان خضعت به فلا يجوز ..  المعازف وسيلة تأخذ حكم الغناء الذى تندمج معه ..




الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده أما بعد ؛ فقد رتبت الأذكار على نظام يسهل حفظها ودونك التفصيل :


القسم الأول: الآيات القرآنية 


1. آية الكرسى مرة واحدة 
"اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ "

2. المعوذتين والاخلاص ثلاثاً
" بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ "
"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّالنَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ "
" بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ، مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ "


القسم الثانى : أذكار بأعداد مختلفة

1. أربعاً 
اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ (أمسيت) أُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك.

2. سبعاً
حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم

3. عشراً
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد
لَا إلَه إلّا اللهُ وَحَدُّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمَلِكَ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلُّ شَيْءِ قَدِيرِ


القسم الثالث : عشر أذكار تردد ثلاث مرات

يمكن استخدام أصابع اليدين للعد
1. يَا رَبِّ , لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ , وَلِعَظِيمِ سُلْطَانِكَ
2. رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً
3. أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ، الحَيُّ القَيُّومُ، وَأتُوبُ إلَيهِ
4. أَعـوذُ بِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق
5. بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم
6. اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا نَعْلَمُهُ
7. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ
8. اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ ، اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ
9. سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه
10. يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين


القسم الرابع: أذكار تردد مرة واحدة 


1. اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي.

2. اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ , مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ , أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا , اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.

3. اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ

4. اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم.

5. اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ (أمسى) بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر

6. اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا (بِكَ أَمْسَـينا وَ بِكَ أَصْـبَحْنا) ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمُـوتُ وَإِلَـيْكَ النُّـشُور(المصير)

7. أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ (أمسينا وأمسى) المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم (الليلة) ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه. (فَـتْحَهُا ، وَنَصْـرَهُا ، وَنـورَهُا وَبَـرَكَتَـهُا ، وَهُـداهُا ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِا وَشَـرِّ ما بَعْـدَها)

8. أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ (أمسينا وأمسى) المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم (الليلة) وَخَـيرَ ما بَعْـدَه (بَعْدَهَا) ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما في هـذا اليوم (الليلة)  وَشَرِّ ما بَعْـدَه (بَعْدَهَا) ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر.

9. أَصْبَـحْـنا (أمسينا) عَلَى فِطْرَةِ الإسْلاَمِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الإِخْلاَصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إبْرَاهِيمَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ


ملاحظات 


1.  نستبدل أصبحنا بأمسينا والعكس .. ويستبدل اليوم بالليلة والضمائر العائدة عليه تؤنث بدلاً من التذكير لانها ستعود وقتها على الليلة مثال " اللهم انى أسألك خير ما هذا اليوم (هذه الليلة)  وخير مابعده  (بعدها)   

2. تستبدل كلمة (النشور) فى الذكر التالى "اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمُـوتُ وَإِلَـيْكَ النُّـشُور"  الى كلمة (المصير) مع المساء
3. تضاف آيات نهاية سورة البقرة الى الأذكار فى المساء وتقرأ مرة واحدة 
" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ"





الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده أما بعد .. ناقشنى أحد الأخوة الأفاضل فى قضية الشر وأثار أفكارى فأردت مشاركتكم اياها ..

لنرتب الأسئلة اذاً :

 لم خلق الله الألم ؟
هل كان الله قادراً على ألا يبلونا به ؟
 ثم هل يخلق الاله الشر ولم يخلقه؟ وهل لنا اختيار فيه ؟
 ولم يبتلى بمرض طفلاً صغيراً حتى يموت ؟
 ولم يبتلى الانسان بأهله ولا يترك له حق اختيارهم ؟
 هل لنا الحق اصلاً فى اختيار شئ؟


ولنرتب الاجابات من خلال قصص مختلقة للتقريب ..لو أننا فى بداية عام دراسى وأحمد طالب بالصف الثالث الثانوى ، حددت له الوزارة منهجاً معيناً وطالبته بالمذاكرة من بداية العام ، ثم ذاكر أحمد واجتهد وسهر الليالى ونام على مكتبه فى بعضها من الجهد وأصيب بصداع من شدة المذاكرة ورغم ذلك تحمل كل هذا حتى جاء الامتحان ولكنه فوجئ بأن الوزارة قد وضعت امتحانه فى مدرسة بعيدة عن بيته ساعة كاملة فاضطر الى الاستيقاظ مبكراً بساعتين ودخل لجنة شديدة المراقبة حتى أنه أصيب بالتوتر من مجرد صوت المراقب فى بعض الأيام ثم نجح فى نتيجة نهاية العام رغم أنه قد أصاب بعض الأخطاء فى ورقة اجابته ..


هل يصح أن يطلب أحمد أن يحدد لنفسه أسئلة الاختبار  ؟  


(كذلك لا يصح أن يطلب الانسان اختيار أمه وأبيه ودينهما وبيته وفقره وغناه الى غير ذلك فانها كلها من أساسيات الاختبار ولا حق للمتحَن فى اختيارها وهذه اجابة السؤال الخامس أينعم لا حق لنا فى اختيار طبيعة الامتحان)


هل يصح أن تجبر الوزارة أحمداً على أن يكتب اجابة معينة خاطئة كانت أو صحيحة ؟


أم تعطيه الورقة وتتركه يجيب فان اصاب أخذ الدرجة وان أخطأ نقصت درجاته (كذلك بالظبط لا يصح أن نقول ان الله أجبرنا على اختياراتنا الحرة كديننا واجتهادنا فى العمل من عدمه واختيارنا فى الطعام والشراب والاهتمام بصحتنا من عدمه .. الخ وهذه اجابة السؤال السادس أينعم لنا الحق فى أن نختار ماذا نكتب فى الورقة)


هل كان سيتفوق أحمد بدون تعب وسهر وألم؟

هل ألامه التى أنفقها طوال العام راحت هباءاً ؟ أظن لا فقد تفوق فى نهاية العام (وهكذا هو الحال فاننا فى الدنيا نتألم لنجتاز الاختبار الى الآخرة ونتفوق ونحصل على النعيم العالى وهذه اجابة السؤال الأول خلق الله الألم ليكون علامة للاجتهاد فلا يتفوق الا من بذل الجهد وتألم منه)

هل كانت الوزارة تستطيع أن ترفع المجهود عن الطلبة فيتفوق الجميع بأقل مذاكرة ؟

ففيم التميز اذاً ومن سيجتهد ان كان الجميع من الناجحين بلا مجهود .. وهكذا الحال مع الجنة فهل يتساوى الناس فى العمل والجنة درجات ؟ وهذه اجابة السؤال الثانى .. حق للدرجات أن تنال درجات من الاجتهاد أيضاً فيسكن أعلاها أولوا الاجتهاد والبذل ويسكن أدناها من قصرت بهم عزيمتهم ..

هل كانت الوزارة هى السبب فى أخطاء أحمد ؟

أم أن تقصيره - الوارد - كان السبب ؟ وبنفس المنطق هل كان الله سبباً فى الشر (المكتسب) كالكفر والقتل والسرقة والزنا ؟ بالتأكيد لا .. قد حددت الوزارة لأحمد معنيين [الأول هو النجاح والثانى هو الخطأ] وهكذا حدد لنا الله معنيين [الأول هو الخير والثانى هو الشر] فمن اختار النجاح/ الخير فاز بالدرجات ومن اختار الخطأ/الشر رسب  وفيها اجابة السؤال الثالث ان الله تعالى حدد لنا معنى الخير ومعنى الشر " وهديناه النجدين" وترك لنا حرية الاختيار كما تركت الوزارة لأحمد حرية أن يختار بين ما شاء من الاجابات ..

لم عبرت عن الشر بأخطاء الامتحان التى أخطأها أحمد ؟

نتحدث هنا عن الشر والمرض عموماً تحت بند واسع قليلاً ألا وهو بند السبب .. الشر قسمان ؛ قسم مكتسب (كالقتل والسرقة والزنا وكافة الجرائم) وقسم طبيعى (كالموت والزلازل والعواصف والرعود ..) ، وهذا من باب أن الأسباب نفسها قسمان ؛ قسم مكتسب وقسم طبيعى .. فلو قلنا أن خسوف القمر نتيجة طبيعة لالتقاء الشمس والقمر على خط واحد [لكان الالتقاء سبباً حتمياً لا دخل لنا فيه لحصول الخسوف] .. ولو قلنا أن فلاناً أتى لرجل وهو فى محل عمله وأخبره أن ابنه قد نجح فهنا ذلك الرجل مخير بين أن يحتفل فى محل عمله أو أن يؤجل الاحتفال حتى يصل الى المنزل فهنا [اخباره بالنجاح سبب محتمل فى الاحتفال فى البيت او فى العمل او عدم الاحتفال أصلاً] .. وهكذا الحال بالنسبة للشر فما الشر الا نتيجة لسبب وذلك السبب اما حتمى طبيعى (كالزلازل) أو محتمل (كأن يقتل شخص شخصاً آخر) ..

السؤال الآن (هل المرض نتيجة لسبب طبيعى حتمى أم مكتسب ؟) ..


حتى الآن كل مرض معلوم لدينا فى كتب الطب اما أن يكون معلوم المسبب [العامل المسبب للمرض اما فيروسى او بتكيرى او فطرى او نتيجة لصدمة او كدمة او ضربة بآلة حادة أو مادة مثيرة كالدخان او الاشعاع أو الانفجارات والشظايا او الرصاصات او حوادث السير او اختلال الغذاء والماء والمعادن بسبب الجفاف او المجاعات او غير ذلك ] أو أن يكون غير معلوم المسبب [ وتنحصر هذه الفئة فى السرطانات فقط وحتى السرطانات فان لها عواملاً محفزة تثيرها قد أقرها العلماء كالتدخين والاشعاع  والفيروسات ونحوها مما يثير الخلايا للتمحور الجينى الا أن العلماء حتى الآن غير متأكدين من المسبب الحقيقى مما يعنى وجود مسبب مرضى ] ، وماذا عن الأمراض الوراثية ؟ سببها الأول كان تمحور جينى نتيجة لعدوى فيروسية غالباً ثم قد تنتقل او لا تنتقل تبعاً لطبيعة وراثتها ..

نخلص من كل هذا الى أن تلك الأمراض كلها ناتجة من مسبب تعرض له الانسان معلوم أو غير معلوم وهذه حقيقة علمية طبية مثبتة وهذا ما يدفع بحوث السرطان الآن للوصول الى المسبب الحقيقى ورائه .. اذاً هل المرض نتيجة لسبب طبيعى حتمى أم مكتسب ؟ بالطبع مكتسب ..

فلم يصيب الله - تعالى - الطفل الصغير بالمرض القاتل المؤلم ؟


قلنا قبل ذلك أن المسبب مخلوق (الفيرس) ، والمريض مخلوق (الطفل) .. وقد سن الله فى الكون سنناً وقوانيناً أنه من يتعرض لمسبب للمرض يمرض ، ومن يتقيه لا يمرض .. فهل أصاب الله الطفل أم عرضه أهله للاصابة ؟ بالطبع عرضه أهله .. حتى أن الله تعالى يقول على لسان سيدنا ابراهيم - عليه السلام - " وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ" فنسب المرض الى نفسه والشفاء الى الله ذلك أن المرض نتيجة لسبب مكتسب والشفاء انما هو علم من الله علمنا اياه ..

لم هذا الطفل وليس غيره ؟

هذا سببه الأهل وهل يختار الطفل أهله ؟ انما هو ممتحن بهم .. ثم انهم ان عرضوه للأمراض ولم يراعوه عاقبهم الله فى الآخرة بذنبه ورفع درجته هو فى الجنة ، وان اهتموا به وراعوه رفع درجتهم معه لصبرهم على الابتلاء الذى ابتلاهم الله به .. فكل ما يحدث من حولنا اختبار نحصل فيه درجات ونخسر أخرى ، وسبب ابتلائه بأهله هو الاختبار وسبب ابتلائه بالمرض هو أهله وقلة اعتنائهم بصحتهم .. الزلازل والعواصف مما لا دخل لنا فيه هى جزء من الامتحان وقد فصلنا الكلام فى ذلك مسبقاً

لم تعتقد أن الدنيا مجرد اختبار؟

لأن العقيدة كل لا يتجزأ فمن ايمانى بالله - تعالى - نشأ ايمانى بأن الدنيا دار اختبار وأن الآخرة دار جزاء والا فما تفسيركم لوجودنا فى الدنيا ؟ مع العلم أننا أثبتنا سابقاً - فى حلقات ماضية - وجود الاله الحكيم

وفى الختام

انما الدنيا اختبار نجبر على بعض ما فيه ونختار أن نحسن أو نسيئ فى بعضه لنحصل درجات أو نخسرها فى الآخرة ويمتاز الناس تبعاً لاجتهادهم وألمهم وصبرهم ..
ولدى سؤال آخير للملاحدة
ما هو تفسيركم للشر والمرض والخير والدنيا والظلم الواقع فيها وكيف سينتصر المظلوم ان كان الكون عادلاً هل لديكم أفضل مما قولنا !! ؟



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وآله وصحبه أجمعين أما بعد : أحياناً أهل الالحاد والتشكيك فى دين الله - تعالى - بيصدروا للشباب أسئلة غريبة تخيل لهم ان فى حاجة مش مظبوطة وبياخدوا النقطة دى مسوغ للالحاد ما دامت فى حاجة مش مفهومة أكيد يبقى مفيش اله !! .. 

وطبعاً أى شخص عاقل هيفهم ان دى حجة واهية فلعل الانسان نفسه لم يفكر فى تلك الأسئلة بمنطقية وعقلانية ، ولو مشينا على مبدئهم دا ، المفروض بقى اننا نقتنع ان مفيش حاجة اسمها كهربا بما انها بتقطع كتير فى مصر اليومين دول .. ودايماً فى كل سؤال منهم خدعة بسيطة هحاول أكشفها لحضرتك من خلال مناقشتى للسؤال

من ضمن الاسئلة دى  هو مش كل حاجة مكتوبة عند ربنا يبقى ليه نتحاسب ؟


وهنا السؤال دا دخل نقطتين فى بعض ، هو مش مكتوب ؟ ، طيب ليه بنتحاسب .. وهى دى الخدعة الكبيرة فى السؤال .. يعنى ايه ؟ هل شرط عشان القدر مكتوب نكون مجبرين عليه فبالتالى منتحاسبش ؟ لا طبعاً ، وهديلك مثال دلوقتى - ان شاء الله - أثبت لك فيه ان فى حاجات معروفة مسبقاً انها هتحصل رغم كدا بتتم بدون اجبار ويجب ان يكون فيها حساب وثواب وعقاب 

عندك ولدين محمد وأحمد .. محمد بيحب يشترى بالفلوس (فانيليا) وأحمد بيحب يشترى بالفلوس (شوكولاته) ، اديت لكل واحد فيهم 5 جنيه وجبت كراسة وكتبت فيها ان محمد بيحب الفانيليا فهيشتريها وأحمد بيحب الشوكولاته فهيشتريها ، ونزلوا الولدين واشتروا فعلاً الحاجات زى ما انت كتبتها ، السؤال هنا بقى [ هل انت أجبرتهم على انهم يشتروا ؟ ]  هل كتابتك فى الكراسة للى هيحصل بسبب توقعك عنهم لكونك تعلم عاداتهم وطباعهم هل دا يؤثر فى قرارهم وحريتهم فى اخيتاره ؟؟ بالطبع لأ .. يبقى ينفع لو واحد فيهم ضيع كل فلوسه على الشوكولاته او الفانيليا انك متعاقبهوش وتقول اصل أنا كاتب ان هو هيعمل كدا !! .. 

ولله المثل الأعلى ، فالقدر انما كتب بعلم الله لطباعنا وأنفسنا فهو الذى خلقنا ويعلم أن فلاناً سيكون من طباعه الخير لأنه سيجاهد نفسه وفلاناً من طباعه الشر لأنه سيتبع شهواته وعلم الله أقوى من علمنا وأعم من علمنا لكوننا خلق من خلقه .. 

فهمت الخدعة (القدر مكتوب اذاً احنا مجبرين) هل الكلمة دى صح بعد ذلك ؟ .. القدر مكتوب الا أننا مخيرين والقدر مكتوب بعلم الله تعالى لحالنا .. 

السؤال الثانى [ ليه ربنا يبتلينا بالأمراض ان كان بيحبنا ؟ وليه يخلق فينا المرض أصلاً ؟ وليه يخلق الشر والزلازل والدمار]


هنرجع فى اجابة السؤال دا الى تفسير خدعته بردوا .. ربنا سبحانه وتعالى لم يخلق المرض فقط انما خلق معه الطب والعلاج ولم يخلق الشر فقط بل خلق معه الخير ، ثم خيرنا فى حياتنا  والكلام فى عدة نقاط :

النقطة الأولى : هتلقى بعض الناس كانوا السبب فى انتشار بعض الأمراض بسبب عدم اتباعهم لدين الله - عزوجل - لما ينهاهم النبى - صلى الله عليه وسلم - عن البول فى الماء الراكد فيبولوا فيه وينهاهم عن التغوط فيه فيخالفوا فتنتشر البلهارسيا .. انتشر الزنا وتعدد العلاقات والشركاء الجنسيين فابتلاهم الله بالأمراض المنتقلة بالجنس كالزهرى وأمثاله .. انتشر العرى ومبارزة الله عزوجل ليل نهار بخلع الحجاب ومحاربته فابتلاهم الله بمرض نفسى هو الأعنف فى التاريخ وهو التحرش .. انتشر الفساد والقتل فابتلاهم الله بضيق النفس حتى أن أحدهم بعد أن يملك الدنيا يلجئ للمخدرات لينتحر بالبطيئ .. انتشرت الحروب وتجارة المخدرات والسلاح والقتل لما منع الناس أهل الدين والأمانة والعلم من أن يحكموا فساسهم جهالهم وخطب فيهم الرويبضة ..

النقطة الثانية : ليس كل شر ، هو شر محض .. ولا كل خير ، هو خير محض ، فأحياناًَ يكون فى الشر خير .. لو لم يمرض المريض فكيف سيعيش الطبيب ويرزقه الله ؟ .. لو لم يمرض المريض فكيف سيلجأ الى الله ويدعوه .. بل كيف سنشعر بحلاوة الصحة ان لم نعرف طعم المرض .. ثم ان بعض الأمراض لها طرق عدوى معروفة فمن اتقاها وقاه الله المرض ومن تعرض لها ابتلاه ، كالتهاب الحلق واللوزتين ، أما عن الأمراض التى تورث والسرطانات نحو ذلك مما لا نعلم له سبباً فانما هى درجات فى الآخرة وقد ورد هذا فى حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الذى أخرجه الحاكم وهو صحيح على شرط مسلم عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " لا يزال البلاء بالمؤمن في نفسه وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة " ، وهكذا هى الحياة ولو نظرت فى بعض الأمراض لعلمت الحكمة التى من أجلها ابتلاك الله به .. الزلازل تحرك الأرض فتبيد الناس الا أنها تحمى الأرض من تصدعات أعنف لفترة أطول فيباد جيل وينجو بعده مائة .. 

النقطة الثالثة : كيف سنعرف مذاق الخير والصحة والامن ان لم نرى الشر والمرض والدمار ؟ ان من تمام نعمة الله تعالى علينا أن يرينا الشر لنستمتع بالخير ونشعر بالرضى عنه والأمان به وأن يذيقنا بعض المرض لنشعر بنعمة الصحة ..

النقطة الرابعة : لماذا نموت اذاً ؟ هل لو لم يمت أجدادنا كنا سنأخذ مناصبهم فى الحياة ؟ أم سيظل الجيل الأول يتحكم فى مقاليد الأمور أو يظل يعانى الشيخوخة .. انما هذه الحياة دول ، وقت صغير يمتحن فيه الناس ثم ينتظرون الحساب فمن أحسن نجى - اللهم اجعلنا منهم - ومن أخطأ هلك - والعياذ بالله - .. 


السؤال الثالث [ ليه ربنا يحرم علينا الزنا هو مش ربنا خلق لنا فرج ليه يحرمنا من الاستمتاع بشئ هو خالقه وليه ميمنعناش عن الزنا حتى غصب عننا] 


سبحان الله انما حرم الله الزنا لما فيه من اختلاط الانساب وضياع الحقوق .. البنت التى تزنى يتركها من زنى بها مع أول مطب وهو الحمل ، فتتحمل هى وحدها أثر فعلتهما وتربى ابنها بلا أب ولا أسرة ولا عائل وهكذا انتشر أطفال الشوارع فى مصر .. من الزنا وبيوت الدعارة - جزء منهم - وبعضهم من تفكك الأسر .. ثم ان الله لم يمنعنا من الاستمتاع بل انه حدد لنا طريقة منضبطة لتضمن الحفاظ على الأسرة وعدم ضياع حقوق الأبناء حتى يأخذوا حقهم فى التربية السليمة والنسب المعروف .. 

أما عن (ليه الحرية فى ان نفعل أو لا؟) فدا لأننا مخيرين ولو كنا مجبرين فليس من حقنا الجنة ولا من العدل أن ندخل النار .. مثلنا وقتها مثل البهائم التى تصير تراباً .. فان الجنة جائزة وان النار عقاب ،  ولا ثواب ولا عقاب الا بالاختيار لان هذا هو قانون العدل 

وعالعموم 
نستكمل فى لقاء آخر - ان شاء الله - من سلسلة الالحاد للرد على شبهات الملاحدة وأسئلة الحائرين من المسلمين وغير المسلمين .. 


الدفاع عن الصحيحين

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده أما بعد
فقد انتقد بعض من لا علم لهم بفن الحديث الصحيحين ،  واستشهدوا بما تتبعه الدارقطنى ولم يدروا لم تتبع الدارقطنى أصلاً فانما تتبع لينقح أما هم فقد تتبعوا ليشككوا فى الصحيحين ليثبتوا الحادهم ..

ألخص تلك الردود مع التمثيل لها فى عجالة سريعة - ان شاء الله - رداً على أولئك الذين لم يحسنوا الا الحرب على الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - :

هذه الاستدراكات كانت فى الصناعة الحديثية وليست فى أصل المتن يعنى أن الحديث صحيح الا أن من خرجه ترك الطريقة الأفضل لتخريجه واعتمد طريقاً به علة  ، فعلى سبيل المثال ذكر الدارقطنى حديثاً وعلق عليه بالتالى :

" أخرج مسلم عن المقدمى عن حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن عمر قبل الحجر
وقد اختلف فيه على حماد بن زيد وأيوب وقد وصله مسدد والحوضى عن حماد
وخالفهم سليمان وأبوالربيع وعارم فأرسلوه عن حماد
قال ابن علية عن أيوب نبئت أن عمر - ليس فيه نافع -
وهو صحيح من حديث سويد بن غفلة وعابس بن ربيعة وابن سرجس عن عمر  "

فحكم الدارقطنى بصحة الحديث عن ثلاثة عن عمر وأعل طريقاً واحداً من اجل اختلاف الرواة

وذكر الدارقطنى حديثاً آخر فقال " وأخرج البخارى حديث عمران بن حطان عن ابن عمر عن عمر فى لباس الحرير
وعمران متروك لسوء اعتقاده وخبث رأيه والحديث ثابت من وجوه عن عمر"

أى أنه يذكر أن الحديث ثابت من وجوه ؛ وجوه صحيحة فيها نزول "يعنى يبعد فيه البخارى عن الراوى" ،  ووجه فيه علو "يعنى يقل عدد الرواة مما يؤدى الى علو السند"  الا أن به ضعفاً .. فذكر البخارى الحديث الثابت لكنه بسند فيه مقال لأجل العلو

وهكذا فان الحديث قد يكون صحيحاً باتفاق الا أن صناعته بها كلام وللأئمة فى ذلك حجة .. كالذى رواه النووى فى شرحه لمقدمة مسلم ناقلاً عن ابن الصلاح أنه لما انتقد أبوزرعة رواية مسلم عن بعض الضعفاء فرد مسلم بأنه انما روى الحديث الذى ثبت ابتداءاً بسندهم لما فيه من العلو - أى القرب من رسول الله  صلى الله عليه  وآله وسلم -
كتب الحديث تقسم الأحاديث الى قسمين (أصول  + متابعات وشواهد) فالأصول هى الأحاديث الصحيحة على شرط صاحب الكتاب أما المتابعات والشواهد فقد يقع فيها ضعف لأنها انما جائت تعضيضاً للصحيح وتقوية له وهى كثيرة فى الصحيحين ويذكرها صاحب الكتاب بلا سند تعليقاً على حديث الباب وقد تتبعها علماء الحديث وبينوا أحكامها منفصلة
وقد يذكر الشيخان الحديث المعتل مقترناً بالذى لا علة به  ليبينا علله
وفعل هذا البخارى - دون أن ينبه عليه -  فيذكر الرواية الأصلية الصحيحة ويذكر الرواية الأخرى ليبين علتها
أما مسلم فقال فى مقدمة صحيحه " وسنزيد ان شاء الله - تعالى - شرحاً وايضاحاً فى مواضع من الكتاب عند ذكر الأخبار المعللة إذا أتينا عليها " أ.هـ .. هذا يعنى أنه سيذكر أحاديثاً معتلة مقترنة بأخرى تبين علتها .. وهذا من فن علماء الحديث ولا يعلمه العوام
وغير ذلك فقد أوهم الدارقطنى فى مواضع من تتبعه فقال على سبيل المثال  " أخرج مسلم حديث عبدان عن أبيه عن شعبة عن أبى اسحاق عن ابن عبدالرحمن أن عثمان أشرف عليهم  " والحديث للبخارى وليس لمسلم

ثم قال الداقطنى " وأخرج - يعنى مسلماً - حديث الثورى وشعبة عن علقمة  خيركم من تعلم القرآن وعلمه " والحديث أيضاً فى البخارى وليس فى مسلم .. فهذا وهم فى  العزو

وغيره من الوهم فى الحديث ما رده عليه الحافظ أبومسعود الدمشقى فقال  " قال أبوالحسن  وأخرج - يعنى مسلماً -
عن داود بن رشيد عن الوليد عن الأوزاعى عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة :
كانت الصلاة تقام لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فيأخذ الناس مقامهم قبل أن يخرج رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ..
قال  : ويقال  هذا الاختصار وهم لعله من الوليد لأن غيره يرويه عن الأوزاعى باسناده ..

قال أبومسعود : وأظن على بن عمر (الدارقطنى) علق على هذا الحديث من حفظه أو من تعليق فيه خطأ ولم يتأمله .. فأما الحديث الذى ذكره مختصراً فهو حديث تفرد به الوليد

وقد أخرجه مسلم عن ابراهيم بن موسى لا عن داود عن الوليد عن الأوزاعى عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة مثله سواء

والحديث لغير داود بن رشيد رواه محمد بن وزير والناس عن الوليد كما رواه مسلم عن ابراهيم بن موسى عن الوليد ..
والحديث الثانى الذى يزعم أنه الصواب فمشهور عن الأوزاعى عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة .. وقوله أخرجه عن داود خطأ ، وقوله عن يحيى ابن كثير خطأ أيضاً ، انما الحديثان معروفان من حديث الأوزاعى " أ.هـ

فهنا قد وقع الدارقطنى فى وهم " حيث ظن أن مسلماً روى الحديث عن داود وفيه يحيى بن كثير" وبنى عليه حكماً وهذا خطأ انما أخرجه مسلم من حديث ابراهيم بن موسى مكان داود وعن الزهرى مكان يحيى بن كثير  ، وقد ذكر أبومسعود أحاديثاً أخرى أوهم فيها الدارقطنى ..
زيادة الثقة : اختلف فيها أهل الحديث بين من قبل ومن ورد ومن قبل بعضها ورد بعضها وهكذا حال البخارى ومسلم فانما رجحا بعض الزيادات لصحتها عندهما من وجه أو آخر، وهذه مسألة مختلفة بين علماء الحديث وللشيخين فيها مذهب قوى
وعلى كل حال فان تتبع الدارقطنى للصحيحين رد أكثره أهل العلم ووافقه على بعضها بعضهم وانما ذلك لمشكلة فى صناعة الحديث لا فى صحة المتن كما تقدم فى البند الأول من هذا الملخص والله أعلم
أما كلامه عن رد الامام مالك لأحاديث البخارى ومسلم فهذا من الخبل فان مالكاً قد توفى قبل كتابة الصحيحين بزمن كبير ، أما ان قال ان مالكاً عرضت عليه الأحاديث وأنكرها فهذا يعلل بقلة ما بلغ مالك من الحديث عما بلغ من جاء بعده  فمالك لم يغادر المدينة أما البخارى ومسلم فقد طافا الأرض بحثاً عن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

ثم ان ذلك أغرب فى كلامك عن أبى حنيفة فان أبا حنيفة كان سابقاً لمالك فى الزمان ، ولعلك قلت ذلك لما عرف عن البخارى من انتقاده للحنفية فى فقههم لتأثره بشيخه الحميدى وغيره ممن بالغوا فى الرد على الحنفية الا أننى لا أعلم أن أبا حنيفة قد رد  أحاديثاً فى صحيح صنف بعد وفاته ..

ثم ان ابهامك للأمر بلا سند أو دليل أو مرجع يقدح فيه ، فمن أين أتيت بتلك المعلومات القيمة جداً عن رد مالك وأبى حنيفة لأحاديث البخارى ومسلم ؟

بل من أين أتيت برد مسلم لأحاديث البخارى ؟ أين مصدر كلامك ؟ ولا تقل قال فلان أو علان بل اذكر اصل الكلام هو مذكور فى موضع كذا من كتاب كذا حتى نستطيع أن نرجع اليه والا فأنت كذاب ..

أما عن رد الشيخ الغزالى - رحمة الله عليه - أحاديثاً فى البخارى فقد رد عليه أئمة الحديث بل ورد عليه تلميذه الشيخ القرضاوى .. بل ورد عليه الشيخ الألبانى - رحمه الله - نفسه

اذاً هل لم يضعف الألبانى شيئاً فى الصحيحين ؟
قد  تكلم فى أحاديث معدودة جداً لمشكلة فيها ولعله أخطأ فى ذلك - رحمه الله -  ،
والسبب كما أسلفنا أن البخارى ومسلماً لايخفى عليهما ما فى أحد الرواة من ضعف فقد يخرجا عن ضعيف ما ثبت عن غيره من الثقات لعلو فى السند أو يخرجا عنه ما لم يضعف أو يخرجا عنه ما له متابعة على شرطيهما
والخلاصة  أن كل تضعيف لحديث في الصحيحين بزعم ضعف أحد رواته فإن التضعيف مردود ولا حجة لمضعفه البتة .فالراوي الضعيف الموجود في الصحيحين تجاوز مرحلة النقد في خصوص روايته التي خرّجها الشيخان لأسباب بيّنها الحفاظ وأهل المصطلح . وما وقع من الشيخ الألباني - رحمه الله - أو حتى الشيخ الغزالى - رحمه الله - مما لا سلف لهما في التضعيف زلة لا يتابع عليها ونعتذر عنه بعدم العصمة

والله أعلم